غلب لقب «الأعشى» على اسمه الحقيقي الذي لا يعرفه كثيرون، واسمه ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة، ولد في بلدة منفوحة وعاش فيها، وذاع صيته بين القبائل في الجزيرة العربية، وتختلف مصادر تاريخية عمّا إذا كان الأعشى أعمى، أو يعاني من ضعف في بصره فقط. وعزا بعض الباحثين تلقيب الأعشى ب«أبي بصير» إلى «أن لقبه لحقه بسبب ذهاب بصره، ولعلّ الذين كنّوه بأبي بصير، فعلوا ذلك تفاؤلاً أو تلطفاً أو إعجاباً ببصيرته القوية. ونال الشاعر الكبيرة شهرة، واكتسب منزلة عالية بفضل شاعريته الفذّة في المديح خصوصاً، والاعتداد بقومه البكريين عمّوماً. وكان من ممدوحيه عدد من ملوك الفرس وأمراء الغساسنة وأشراف اليمن وسادة نجران واليمامة. وأورد صاحب الأغاني أن «الأعشى أوّل من سأل بشعره»، لكنّ هذا الحكم لا يخلو من تعريض تكمن وراءه أسباب شتّى من الحسد وسطحية الرأي وربما العصبيّة القبليّة، على رغم أن الأعشى نفسه لم ينكر سعيه إلى المال، الذي كان يحتاجه لتوفير نفقات أسفاره الطويلة. ومن بين المستشرقين الذين أكبوا على شعر أبي بصير جمعاً واستدراكاً وشرحاً سلفستر دي ساسي (1826)، ثوربكه (1875- 1292ه)، ورودلف جاير، الذي أمضى نصف قرن في صحبة شعر الأعشى، إذ أصدر في 1928 ديوان الشاعر القيسي في طبعة بعنوان «الصبح المنير في شعر أبي بصير».