قد لا تكون الصدفة وحدها هي التي قادت جانلويجي بوفون أفضل حارس مرمى في ايطاليا (خلال السنوات الخمس الأخيرة)، للوقوف بين خشبات مرمى كرة القدم، إذ بدأ حياته الرياضة صبياً يافعاً وهو في ال 10 من عمره في نادي بارما كلاعب خط وسط، وعلى رغم بروز مهارة كبيرة لديه في تسجيل الأهداف خلال سنتين أمضاهما، لكن الظروف أرجعته للدفاع عن «الشباك» بعدما أصيب الحارس الأساسي، وكان المدرب قد استنفد تبديلاته، فما كان من «جي جي»، كما يحلو لمحبيه أن يسمونه، أن تبرع بالمهمة الصعبة، فصدم المدرب بما قدمه من مستوى واستبسال في الذود عن شباك فريقه، فأقنعه بفكرة البقاء في هذا المركز، لأنه سيصبح نجماً، وصحت توقعات مدرب فريق الناشئين، لأن «جي جي»، أصبح في عام 1995وهو في ال 17 من عمره الحارس رقم واحد في بارما، وبات اصغر الحراس في التاريخ الذين لعبوا في «الكالتشيو». ومع يوفنتوس بدأت مسيرة الألقاب، إذ أحرز لقب الدوري أربع مرات في مواسم (2001-2002) و(2002-2003) و(2003-2004) و(2004-2005)، لكن مع «قضية» اشتراكه في فضيحة التلاعب في نتائج «الكالتشيو» حرم «اليوفي» من اللقبين الأخيرين. ويعترف بوفون بأنه يعطي كل تركيزه للمنتخب الايطالي الذي لعب معه 67 مباراة بدءاً من في تصفيات مونديال فرنسا 1998، وتحديداً في موسكو ضد المنتخب الروسي، ثم انضم بوفون إلى التشكيلة الرئيسية المشاركة في المونديال الفرنسي، لكنه لم يخض أي مباراة، ومع ذلك استطاع إثبات نجوميته في تصفيات كأس الأمم الأوروبية عام 2000، وكان الحارس الأساسي في المباريات، إلا أن إصابته في يده فاجأته قبل أسبوع من انطلاق البطولة حرمته من المشاركة. وعاد بوفون وثبّت نفسه حارساً أولاً في المنتخب الايطالي، فشارك في المونديال الآسيوي عام 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية وكان الخروج أمام الدولة المضيفة الأخيرة في الدور الثاني، إذ كان يتحمل خروج منتخب بلاده من كأس العالم. ولكن ذلك لم يؤثر فيه، إذ عوض خسارة بلاده بكأس العالم عام 2006، إذ لم يدخل في مرماه إلا هدف بالخطأ عن طريق الدفاع وظل مرماه خالياً من الأهداف إلى المباراة النهائية بركلة جزاء للمنتخب الفرنسي التي أحرزها النجم زيدان وصد بوفون أخطر هجمات المباراة والتي انتهت بركلات الترجيح بفوز إيطاليا وحصل بوفون على أفضل حارس في العالم. والعارف بعائلة بوفون، لا يفاجأ بتفوق جيانلويجي، فعائلة بوفون هي عائلة رياضية بامتياز، وكل أفرادها مثلوا إيطاليا في المحافل الرياضية الكبرى، فوالده بطل في رفع الأثقال، ووالدته بطلة في رمي القرص وشقيقتاه لاعبتان في المنتخب الايطالي للكرة الطائرة، وخاله لاعب كرة سلة، أما عم والده لونزو بوفون فكان حارس مرمى المنتخب الإيطالي ونادي ميلان في الستينات، ويبدو انه ورث عنه الكفاءة في حماية الشباك.