قد لا تكون الأجواء والتحضيرات للعرس الكروي في المانيا كما كانت عليه عند استضافتها المونديال السابق، وقد لا تكون الآمال المعقودة على "المانشافت" كبيرة كما كانت عليه قبل 4 سنوات خصوصاً بغياب محرك الفريق وقائده مايكل بالاك، لكن هذا كله لا يمنع الشباب الألماني من تحويل الفرجة على مباريات كأس العالم إلى إحتفالات تمتد حتى الصباح حيث تترافق مشاهدة المباريات بحفلات شواء وسهر. ويحتار المرء في المانيا في اختيار مكان مشاهدة المباريات، فإلى جانب إمكان متابعة المباريات على الشاشات العملاقة في الشوارع، تكتظ المطاعم والحانات في مراكز المدن بالمشجعين، الذين قد يصل بهم الأمر إلى الوقوف على الكراسي عند نهاية مباراةٍ حاسمة. أما محبو الأجواء الكروية الحقيقية فيتوجهون الى ملاعب المدن، حيث يتابعون المباريات على شاشات عرض ضخمة وسط مناخ تشجيعي يشبه ذاك الذي على أرض الملعب، فيرتدون القمصان البيض والسود ويلوحون بالأعلام في لوحة لا تختلف كثيراً عما لو كانوا في مباراة فعلية. شاشات في الجامعات وكما هو معلوم، غالباً ما يصادف توقيت المونديال مواعيد الإمتحانات آخر السنة واختبارات الجامعة. لكن ذلك لا يشكل معضلة في الجامعات الألمانية حيث يمكن متابعة المباريات في كافتيريات الجامعات وساحاتها التي يتوافد اليها طلاب مختلف الفروع والاختصاصات ويلتقون في هتافات حماسية لل «مانشافت» ليعود كل منهم بعد نهاية المباراة إلى ما كان قد بدأه من دراسة أو عمل. وتتخلل أصوات المشجعين الالمان بعض الهتافات لمنتخبات أخرى يطلقها طلاب من جنسيات مختلفة أتوا للدراسة في ألمانيا. ومن الشائع هنا قضاء الرجال خصوصاً عطلة نهاية الأسبوع يتلذذون بالجعة الألمانية العالمية السمعة ومشاهدة مباريات كرة القدم، لذا تشكل كأس العالم بالنسبة اليهم فرصة للإستمتاع والاحتفال طيلة شهر كامل كأنهم في إجازة طويلة. وتطاول حمى المونديال المحال التجارية والشوارع والانماط الاستهلاكية. فعدا عن الأعلام المسدلة على شرفات المنازل ونوافذ السيارات فخر الصناعة الالمانية، تركّز الشركات على جعل كرة القدم موضوع إعلاناتها المنتشرة على الطرقات وتروج لنفسها كداعمةً للمنتخب الألماني في سعيه للحصول على اللقب للمرة الرابعة في تاريخه. كما أن بعض المصارف والشركات ينظم العاباً ترفيهية للزبائن والمارة من أجواء الحدث الكروي، فينصبون الشباك على الارصفة ويحاول الجميع تسديد الاهاف داخلها، ليتمكن الجميع من الاستفادة من المرح والتسلية في الشهر الكروي. أما أكثر ما يدعو إلى الإعجاب بأجواء المونديال في ألمانيا فهو أن الإحتفالات تتواصل حتى في حال الخسارة! فهم يعتبرون أن خسارة المباراة يجب ألا تحرمهم من الحفلة أيضاً وهو ما جرى عملياً في الدوري الاوروبي، حين استكملت الاحتفالات كأن المنتخب فاز فعلاً. لذا من المتوقع أن يكون الصيف مسلياً هذا الموسم أياً كانت النتائج في جنوب افريقيا.