أعلنت «جائزة الشيخ زايد للكتاب» أسماء الفائزين بجوائز دورتها الثامنة التي شهدت ثراءً وتنوعاً كبيريّن، بحسب بيان الجائزة، يؤكدان مكانتها الرائدة على الخريطة الثقافية العربية والعالمية. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقد أمس في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وأشار خلاله الأمين العام ل«جائزة الشيخ زايد للكتاب» الدكتور علي بن تميم إلى أن رؤية أبوظبي الثقافية التي أسس لها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تواصل مسيرة نموها وتوزعت الجوائز على النحو التالي: أوّلاً: جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة فاز بها سعد عبدالله الصويان عن كتابه «ملحمة التطور البشري» من منشورات دار مدارك للنشر في دبي (2013)، وذلك للمجهود الضخم الذي بذله المؤلف في جمع المادة العلمية والاطلاع على طيف كبير من المناهج المستخدمة في العلوم الاجتماعية كما يظهر في الكم الضخم من المراجع، ولقدرة الكتاب على تتبع فكرة التطور ونقل منهجها من الميدان البيولوجي إلى الميدان الاجتماعي والاقتصادي والثقافي واللغوي والربط بين هذه الأبعاد، إضافة إلى تعزيز الدراسات الأنثروبولوجية في المكتبة العربية وهي دراسات قليلة مقارنة بالدراسات الاجتماعية. هذا واعتبر الكتاب امتداداً للجهود العلمية التي تهدف إلى تعميق التحليل الأنثروبولوجي، الذي رصد مفهوم التطور وتابعه في جوانب التغير في كل المراحل، وسعى بقدر كبير من الدقة إلى رصد التطور في الأنساق المختلفة، وبهذا فإن البحث يمثل إضافة للمكتبة العربية. ويقدم هذا الكتاب دراسة تفصيلية تحتوي على مقاربة شاملة لمراحل التطوّر البشري، وأبرز الإسهامات التي وفّرها علماء الأنثروبولوجيا في هذا المضمار على مرّ العصور. ثانياً: أدب الطفل والناشئة، وفاز بها جودت فخر الدين عن كتابه «ثلاثون قصيدة للأطفال» من منشورات دار الحدائق (2013 )، لما يحويه من معانٍ شعرية في القصائد تحفز على التفكير الإيجابي، وتفضي في الوقت نفسه إلى التأمل واستخدام الخيال. ثالثاً:المؤلِّف الشاب، وفاز بها المؤلف رامي أبو شهاب عن كتابه «الرسيس والمخاتلة.. خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد العربي المعاصر» من منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت (2013). والكتاب يقدم وعياً عميقاً بأبعاد الدراسات الخاصة بما بعد الحقبة الاستعمارية. رابعاً: الترجمة، وفاز بها محمد الطاهر المنصوري من تونس عن ترجمته لكتاب «إسكان الغريب في العالم المتوسطي» من منشورات دار المدار الاسلامي (2013)، لدقّة الترجمة وأناقتها في آن معاً. خامساً: الآداب، وفاز بها المؤلف المصري عبدالرشيد محمودي عن رواية «بعد القهوة» من منشورات مكتبة الدار العربية للكتاب (2013)، وتستلهم الرواية التقاليد السردية الكلاسيكية والعالمية الأصيلة. سادساً: الفنون والدراسات النقدية، وقررت الهيئة العلمية حجب الجائزة لهذا الفرع في دورتها الثامنة نظراً لأن الدراسات المقدمة لا تستوفي شروط الفوز بالجائزة. سابعاً: الثقافة العربية في اللغات الأخرى، وفاز بها الإيطالي ماريو ليفيراني عن كتابه «تخيل بابل» من منشورات دار نشر إيديتوري لاتيرزا (2013) روما – باري، وجاء قرار الفوز لما يقدمه المؤلف في هذا الكتاب من مسحٍ موسعٍ لبابل باعتبارها إحدى أهم المدن القديمة في العالم العربي. ثامناً: النشر والتقنيات الثقافية، وفازت بها المؤسسة الفكرية العربية «بيت الحكمة» من تونس، ويأتي هذا الفوز للفكر الموثَّق والعميق والجهد الأكاديمي المسؤول والعلاقة المتينة بالتراث الحي الواضح في كل أعمال المؤسسة. بدوره، أكّد المدير التنفيذي لدار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة جمعة القبيسي، أن إحراز «جائزة الشيخ زايد للكتاب» يشكل تتويجاً لمسيرة الأدباء والمثقفين والناشرين، ونقطة انطلاق لمبدعين شباب أهلتهم إسهاماتهم الخلاقة للحصول على تلك الجائزة التي وجدت سريعاً مكانها على قمة الفعاليات الثقافية العربية والعالمية، إذ تحمل اسم رجل اكتسب احترام العالم كرجل تنمية وسلام، وداعية للتسامح والحوار بين الثقافات، الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقال: «تعتبر «جائزة الشيخ زايد للكتاب» حجر الزاوية لمشروع ثقافي طموح يستلهم رؤى الشيخ زايد، ويؤكد المكانة المرموقة لإمارة أبو ظبي، كمنارة للإشعاع الثقافي والحضاري في المنطقة العربية والعالم، ووجهة يجتمع في رحابها المبدعون والمثقفون ليقدموا خلاصة الفكر الإنساني». وقال الدكتور علي بن تميم: «لعل أصدق دليل على نجاح الجائزة في النهوض بدورها هو ارتفاع حجم المشاركة بدورتها الثامنة إلى 1385 عملاً مرشحاً في كل فروعها بنسبة وصلت إلى 12 في المئة مقارنة بالدورة السابقة. وأظهرت مؤشرات الجائزة المستقبل الثقافي الواعد للمنطقة العربية، إذ تلقت أكبر عدد من المشاركات في فرع المؤلف الشاب ب370 ترشيحاً، تبعه فرع الآداب ب320 ترشيحاً». وعبّر الدكتور سعد الصويان عن سعادته بالفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب، عن كتابه «ملحمة التطور البشري» الصادر عن دار مدارك للنشر والتوزيع. وقال الصويان ل«الحياة»: «أنا سعيد وأشكر القائمين على جائزة الشيخ زايد، لما بذلوه من جهود في عملهم الشاق في التحكيم، فالتحكيم ليس مسألة عادية، فهو شاق، بخاصة أن معظم الأعمال المرشحة جيدة»، موضحاً أنه التكريم الأول والوحيد الذي يحظى به. وتمنى الصويان أن يتكرر الفوز بالجائزة من مفكرين وكتاب من السعودية وبلدان الخليج العربي»، مشيراً إلى أن دار مدارك للنشر والتوزيع هي من رشحت كتابه للفوز. يذكر أن «جائزة الشيخ زايد» للكتاب ستنظم سلسلة من الندوات والحوارات مع الفائزين بجائزة دورتها الثامنة ضمن البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب المقرر إقامته خلال الفترة من 30 نيسان (أبريل) إلى 5 أيار (مايو) في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.