أسعدني الله وكنت ضمن المدعوات للحوار الوطني الخاص بالخطاب الإعلامي الثقافي السعودي وما يتضمنه من مصطلحات حاول بعض الضيوف تحديدها بشأن المواطنة والخصوصية ومستقبل الحوار الإعلامي. استمتعت كثيراً بالتجربه الأولى لي - بكل ما فيها - يكفي الاشتراك في فعالية ضخمة ومهمة كهذه، مهما كانت النتائج (أعجبتني جداً العدالة في إتاحة الفرصة للجميع من دون استثناء، وأسعدتني أكثر الشفافية التي لمستها من (البعض فقط)... وأقول البعض عن سبق ترصد وتعمد لأننا مللنا الخطب الإنشائية التي شارك البعض بها، والتي تعيد وتزيد في بعض الأمور بلا طائل، لا وقت الآن للخطب الرنانة ولا للكلمات المنتقاة (البعض) كان فعلاً مميزاً في طرح أفكاره، وترك بصمة واضحة في مداخلته. على رغم مناقشة مصطلح الخصوصية في جلسة كاملة لم ننجح في تحديد خصائصها كما كنت آمل وأتوقع لأن هذا المصطلح بالذات (يحتاج إلى تحديد) لأنه يغيب ثم يُستدعى عندما يريد البعض. أؤمن وأردد دائماً - أن لا خوف من المتحدث أو الكاتب الذي يطرح آراءه وأفكاره بوضوح وشفافية برقي ومهنية. أنا شخصياً أخاف من الشخص المبهم الذي لا تعرف كيف يفكر وماذا يخطط؟ وقد وجدت هذا التقارب في طرح المشارك طارق المبارك (عندما قال في مداخلته: إذا كنا نريد أن نعرف اتجاه المجتمع وطريقة تفكيره فهو في الفضاء الواسع الذي يسمى الشبكة العنكبوتية، والذي يكشف كثيراً عن ثقافة المجتمع وأفكار المواطنين وأنا أوافقه جداً في هذا الطرح شريطة أن يكون النقاش بالاسم الصريح فالأسماء المستعارة (مخيفة ومبهمة وغير واضحة) وقد تستغل في تشويه الغير وفي إثارة الفتن. حملنا أمانة وجود الحرمين الشريفين في وطننا وأراها كما يراها البعض مسؤولية وتكليفاً أكثر منها تشريفاً وأتفق جداً مع من قال بخصوصية مجتمعنا في إقفال الأسواق في أوقات الصلاة، هذه هي فقط الخصوصية التي أفهمها ولا شيء آخر، «هي خصوصية تميز المكان وتحترم أوقات الصلاة». المشكلة ليست في موضوع غلق الأسواق، المسألة في عدم الالتزام بالوقت المحدد لها، المشكلة في الوقت الطويل المستقطع، والذي يترك آثاراً سيئة على المتسوقين ومع استثناء الصيدليات ومحطات البنزين والمستشفيات والمراكز الصحية والإسعاف والمطافئ والمؤسسات الخدمية العاجلة والمهمة. خصوصيتنا كما أراها تتمثل في المكان وليس في الأشخاص فنحن كبقية المجتمعات فينا الصالح وفينا الطالح ولسنا شعب الله المختار لم نكن يوماً ولن نكون. أنهي مقالي المختصر عن فعالية جميلة ستؤتي ثمارها المرجوة قريباً بحول الله كما نتوقع ونحلم، وأثمن المهنية العالية في إدارة الحوار والعدالة في التوزيع والالتزام بالوقت المحدد لكل مشارك ومشاركة، أثمن حفاوة الاستقبال من مسؤولي ومسؤولات العلاقات العامة على رغم صغر سنهم الواضح، فقد مثلوا مكان عملهم خير تمثيل. [email protected]