دعا ملتقى علمي أقيم بعنوان «استشراف آفاق جديدة للعلوم الإنسانية» في ختام أعماله أمس في جدة، إلى إنشاء وحدة بحثية للدراسات البينية في وكالة الدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، على أن يتم تطويرها مستقبلاً، لتصبح مركزاً بحثياً يربط العلوم الإنسانية متعددة التخصصات ومفاهيم برامج التنمية المستدامة. وأوصى الملتقى أيضاً بالعمل على «تأسيس قاعدة بيانات علمية تُعنى بالأبحاث والدراسات البينية، ويعلن عنها على موقع الكلية الإلكتروني، للاستفادة منها من قبل الجهات المعنية، وتشجيع طرح مفاهيم الدراسات البينية في مقررات مناهج البحث ومشاريع التخرج وأبحاث الترقية، داعياً إلى عقد ملتقى علمي سنوي بالكلية لطرح مفاهيم بحثية جديدة مواكبة للعصر ومحفزة لتبادل الخبرات المختلفة بين التخصصات المتعددة. وشهد الملتقى الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية 13 ورقة عمل قدمت خلال 5 جلسات، و7 ورش عمل، وتم تقديم تجارب لمتحدثين ومشاركين من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفروعها كافة، وكلية الاقتصاد المنزلي وكلية الاقتصاد والإدارة وكلية العلوم بالفيصلية، ما يثري التوجهات البحثية مستقبلاً، وبخاصة في مجالات الدراسات البينية تحديداً، وبما يحافظ على تخصصات الإنسانيات الأصيلة ويثري مساراتها ويؤهل خريجيها لسوق العمل. وقالت وكيلة الكلية الدكتورة دولة العمري: «إن هذا دور ريادي لا بد أن نحافظ عليه، لما ساهمت به الإنسانيات في استبصار مسار الحضارة الإنسانية والحفاظ على هوية الأمة وإعادة هذه الروح والعبق لجمال وأصالة هذه التخصصات، بفكرٍ أكثر وسطية واعتدالا في زمن التطرف والإرهاب، واستشرافاً لمستقبل أبعد رؤى وأكثر تسامحاً، واستدامة لكوكب واحد، وبتناغم أجمل للإنسان مع نفسه ومجتمعه وعالمه المحيط به بشكل أكثر ارتباطاً بخالقه وبقيم التسامح والمحبة وأكثر حواراً هادئا مع الآخر الذي لا يبدو شديد الاختلاف معنا، مع تحدي استعادة قرب هذه التخصصات من مصطلح الإنسانية لتضفي حس الإنسان على بعض جمود المعرفة. وتضمن الملتقى دراسات هامة تقدمها «البرامج البينية في التعليم الجامعي بين الواقع والمأمول» للدكتور محمود الدوعان، ودراسة «العلوم الإنسانية الرقمية كنموذج معاصر للدراسات البينية» للدكتورة نورة المالكي، تلاهما 11 ورقة عمل ومداخلات، إضافة لسبع ورش عمل أساسية لطالبات الدراسات العليا.