نجح أكاديميون يمثلون جامعة الملك عبدالعزيز أخيراً في الوصول إلى ابتكارات تضمن حلولاً مناسبة لمشكلات المياه العذبة، وبرزت ملامح النجاح عندما توصل فريق أكاديمي في جامعة الملك عبدالعزيز إلى ابتكار محطة تبريد «وميضي» مزودة بمبرد لماء التغذية تسهم في زيادة معدلات إنتاج المياه العذبة، في وقت ابتكرت فيه أكاديمية بالتعاون مع طالبة دراسات عليا «فلاتر» ذكية تساعد على مستوى تنقية أكبر للماء وخلوها من الصدأ والشوائب والروائح مع تقليل نسبة الأملاح. وأوضح المشرف العام على مركز الموهوبين في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور ضياء بن شجاع العثماني أن الجامعة طرحت الابتكار أثناء مشاركتها في معرض «ابتكار 2010»، إلى جانب الكثير من الابتكارات المرتبطة بمجال تحلية المياه، لافتاً إلى أن ابتكار محطة تبريد «وميضي» ابتكره أستاذ الديناميكا الحرارية التطبيقية المشارك في قسم الهندسة الحرارية وتقنية تحلية المياه الدكتور ماجد بن معلا الحازمي، وحصل به على جائزة الاتحاد العالمي للمخترعين «IFIA»، في حين كان ابتكار «الفلاتر» الذكية «Smart Filters» مشتركاً، إذ شاركت فيه أستاذ مساعد ورئيسة قسم تصميم الأزياء في كلية التصاميم والفنون حنان بنت عبدالحليم بخاري، وطالبة الدراسات العليا إيمان بنت عبدالحفيظ قاري، وقال: «الابتكاران نالا إعجاب الكثير من زوار المعرض وزوار الجامعة، ومدير جامعة «فلوريدا»، وعميد كلية علوم البحار في جامعة «فلوريدا» الدكتور «وليم هوقرت». ووصف المشرف العام على مركز الموهوبين في جامعة الملك عبدالعزيز الابتكارات المتعلقة بمشكلات المياه العذبة ب«المهمة»، وأضاف: «على رغم أن المياه تغطي ثلاثة أرباع الأرض إلا أن المياه العذبة لا تمثل سوى ثلاثة في المئة من مجمل المياه بأنواعها كافة، منها 77 في المئة على هيئة جليد، و22 في المئة مياه جوفية، وواحد في المئة فقط صالحة لاستخدام شعوب العالم كافة في الشرب والزراعة والصناعة، ما يحتم علينا أن نضعها على قائمة أولوياتنا الملحّة». في المقابل، بيَن الدكتور ماجد الحازمي أن ابتكاره يتميز بعدم تجاوز درجات التشغيل القصوى المحددة بموانع ترسب الأملاح، إضافة إلى أن كمية الكهرباء المستهلكة (أقل من 0.2 في المئة ) من الكهرباء المنتجة من المحطات، إلى جانب توسيع مدى التبخير، ما يؤدي إلى رفع معدلات الإنتاج من 14 في المئة إلى 18 في المئة عند خفض درجة حرارة مياه التغذية من 40 درجة مئوية إلى30 درجة مئوية، موضحاً أن ابتكاره يتكون من محطة تبخير «وميضي» اعتيادية مزودة بوحدة تبريد، إذ يمرر ماء التغذية أولاً خلال وحدة التبريد وبالتالي تخفض حرارته، ما يؤدي إلى خفض درجة الحرارة في آخر مرحلة من مراحل التبخير، وينتج من هذا الخفض زيادة المدى التبخيري وبالتالي معدلات الماء العذب. من جهتها، كشفت الدكتورة حنان بخاري اعتمادها في صناعة الفلاتر الذكية «Smart Filters» على القماش المأخوذ من الألياف بدلاً من المعدن والبلاستيك، وذلك لتقليل نسبة الأملاح والشوائب في الماء، مضيفة أنه يمكن استعمالها في «البيبات» بين المواسير للخزانات العلوية والسفلية للتنقية في جميع المراحل، كما يمكن استخدامها في «بيبات» تحلية المياه و«بيبات» الصرف الصحي لتنقية المياه من الشوائب والمواد العالقة، لافتة إلى أنه يمكن استخدام العوالق في أغراض الزراعة، فضلاً عن إمكان استخدام الفلاتر في مصفاة الزيت في الشركات الكبرى وفي المجالات الطبية ك «مرش»، مؤكدة على الاستفادة من الفلاتر الذكية في الكثير من المجالات مثل: الزراعة والري بالتقطير وحفظ التربة من التآكل، خصوصاً عند هطول الأمطار بغزارة، إضافة إلى استخدامها في تنقية مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها. وأشارت إلى إمكان تطوير الابتكار مستقبلاً وتطبيقه في حماية الأساس أثناء بناء المنشآت، خصوصاً في المناطق الرطبة والتربة الهشة.