درج البشر منذ عصورهم الأولى على الاحتفال بموسم الحصاد، تختلف الطرق بين الشعوب والحضارات ومن زمن إلى آخر. الفراعنة مثلاً كانوا يحتفلون بالحصاد «رقصاً»، فيما تقول روايات تاريخية إن بطولات الأولومبياد الرياضية بدأت كنوع من الاحتفال ب«الحصاد» لدى اليونانيين. «الأمازيغ» أيضاً لهم طريقتهم في الاحتفال بالحصاد أو ما يسمونه «عيد الحوز»، فالأطفال يجتمعون، ويبدأون بالدوران على المنازل لأخذ العطايا، مرددين عبارات المديح لأهل المنزل، ثم ينهون يوم العيد بوجبة عشاء جماعية. في المقابل، يعبّر الكوريون عن مشاعرهم بالحصاد، بزيارة المقابر، ومن ثم البدء بحصد الأرز وممارسة الرقص الدائري. بدورهم، بات السعوديون يحتفلون بموسم الحصاد عبر مهرجانات تحتفي ب«مواليد الأرض» من الفاكهة والخضار والورود. فترى كل منطقة تحتفل بنوع المنتج الأساسي لأراضيها، آخر هذه المهرجانات أقامه أهالي وادي الدواسر احتفاء بموسم «البطيخ» وكنوع من الترويج لمحاصيلهم. في حين اعتاد أهالي القصيم والأحساء منذ سنوات على إقامة مهرجانات للتمور، لاشتهار تلك المناطق بمزارع النخيل، إذ يقدر عدد أشجار النخيل في السعودية بنحو 13 مليون نخلة. وعلى قمم جبال السروات، يحتفل أهل الطائف ب«الورد»، الذي تشتهر به المدينة ذات المناخ المعتدل، وتحوي الطائف ألفي مزرعة ورد تنتج عشرات الأنواع، ويتم استغلالها أيضاً بصناعة العطور. في جازان، يشتهر العسل والفل البلدي، لكن تضخم إنتاج فاكهة المانغو فرض على أهالي المنطقة الاحتفاء بالفاكهة الذهبية، فأُقيم لها مهرجان ضخم. لكن تجربة منطقة الجوف مختلفة، فهي استطاعت من دون إحداث ضجة أن تزرع خلال الأعوام الماضية 13 مليون شجرة زيتون، لتنتج كميات ضخمة من الزيتون وزيته، في تجربة ناجحة لاستقطاب البيئة الزراعية لحوض البحر المتوسط.