وصف ممثل طائفة الصابئة المندائية في البصرة، التحقيقات التي أُجريت مع متورطين بجرائم تصفية لأبناء الطائفة في المدينة بأنها «وهمية» و «غير جادة»، وانتقد التلكؤ في عمليات اعادة إعمار معابد الطائفة لأسباب طائفية. وقال الناطق بإسم مجلس شؤون الصابئة المندائيين في البصرة لؤي الخميسي ل «الحياة» ان «التصفيات بحق أبناء الطائفة لم تتوقف لكوننا أقلية غير ممثلة في الحكومات فضلاً عن ان غالبيتنا تمتهن تجارة الذهب، ما يشكل إغراء لمجموعات مسلحة». وأوضح ان «مصادر تمويل العصابات بدأت تجف، كما صرحت بذلك القيادات الأمنية في المحافظة، ما دعا هذه المجموعات إلى البحث عن مصادر تمويل أخرى مثل السطو على محال الذهب أو الصيرفة، وهو امر اصبح رائجاً خلال الشهور الماضية». وطالب «الجهات السياسية في الحكومات المحلية والمركزية بالتدخل لوقف عمليات التحقيق الوهمي للذين قاموا بعمليات سرقة أو تصفية بحق الصابئة»، لافتاً الى ان «الأجهزة الأمنية لا تبلغنا بمجريات التحقيق مع المتهمين ولا تبلغنا بنتائجه، بل لا تعلمنا بوضع المتهمين بتلك القضايا فيما إذا كانوا سيحالون الى القضاء أم لا على رغم طلباتنا الرسمية بذلك»، وعبر عن «الخشية من وجود غطاء سياسي لهذا الموضوع». وبين الخميسي ان «حقوقنا كأقلية لم نحصل عليها، ولكننا على علم بأن هناك فئات أكثر منا لم تحصل على حقها كاملاً، فكيف بالصابئة الذين لا يملكون أي تمثيل سياسي». وزاد ان «أبناء الطائفة لا يستطيعون أن يهاجروا من العراق كما يفعل الكثير ممن يتعرضون لمضايقات وذلك لوجود ارتباط روحي وعقائدي في الأرض التي نعيش فيها، ما يضع أمامنا واجبات دينية تمنعنا من مغادرة موطننا الأصلي. لذلك، فإن هجرتنا غير محبذة شرعاً». وروى الخميسي ما يدل على وجود تورط لبعض الجهات السياسية في عمليات التصفية، وقال: «هناك تجار من أبناء الطائفة يدخلون العراق ومعهم كميات من الذهب لبيعها في محالهم داخل البصرة، إلا أن بعض المرتبطين بالعصابات من الأجهزة الحكومية الذين يقومون بالتفتيش في المطارات ونقاط التفتيش يبلغون عن أسماء التجار لهذه العصابات، ما يؤدي إلى خطفهم مقابل فدية غالباً ما تكون ذهباً وليس مالاً، فضلاً عن عمليات السطو والاغتيال التي حدثت قبل أيام لبعض أبناء الطائفة والتي كان سببها تلكؤ الجهات الأمنية عن تأمين سوق الذهب». وقال أمين سر مجلس طائفة الصابئة سعد مجيد العطية ل «الحياة» ان «هناك معاناة في شأن عملية الإعمار الخاصة بمعابد الطائفة من جانب شركات المقاولات المحلية في المحافظة». وأوضح ان «أعمال ترميم المعابد لم يبدأ العمل بها منذ أكثر من سنة لأسباب طائفية من جانب المقاولين الذين حصلوا على المناقصة لإعمار المعبد، ولكن لديهم تحفظات عن مدى صحة إعمار معبد للصابئة، فضلاً عن اننا لا نتبنى ثقافة السلاح أو القوة التي قد تجبرهم على إكمال العمل على ما يرام». ولفت الى انه «غالباً ما يتم وضع ضباط لا يرتقون إلى مستوى حماية أسواق تعنى بالذهب والصيرفة والخاصة بأبناء الصابئة، ما يؤدي إلى حدوث بعض الخروقات».