واجهة بيروت البحرية بلا سيارات؟ بلا أبواق تلوّث السمع وتؤرق المارة على الكورنيش وأهالي المنطقة؟ بلا زحمة سير تعرقل الطرقات وتمنع الناس من الوصول الى أعمالهم في الوقت المناسب؟ نعم نجح حوالي 200 ناشط أمس، بقطع حركة السير في واجهة بيروت البحرية، متجوّلين على دراجات هوائية في الشوارع، للمطالبة بمسارات مخصّصة لهذه الدراجات وبوسائل نقل صديقة للبيئة. هذه الحملة الأولى من نوعها في لبنان أطلقتها مجموعة شباب تحت عنوان «درّجا» الذين تسعى الى تأسيس جمعية باسم «فاست فورويرد» «لتوعية المواطنين على استخدام الدراجة الهوائية كبداية لحلّ معضلة أزمة السير الخانقة، إضافة الى لفت المسؤولين الى ضرورة وضع خطّة حاسمة لحلّ الأزمة»، كما قالت ليلي أبي شاهين الناشطة في الحملة ل «الحياة». وتقترح أبي شاهين وزملاؤها على وزارة الأشغال وضع خطّ سير مخصّص للدراجات على جانب الشوارع في بيروت، كما الحال في باريس وأمستردام، خصوصاً «أن شوارع مدينتنا ضيّقة ويسهل التنقل فيها عبر الدراجة بسهولة». ودعا المشاركون من أطفال ونساء ورجال، بينهم السفيران الدنماركي والهولندي، الى تحسين وضع النقل العام لاستعماله بشكل مكثّف، والتشارك في التنقل بالسيارات. وتعتبر ليلي أن المشاركة الجيّدة في هذه الحملة التي موّلتها السفارة الهولندية ودعمتها جمعيات بيئية، دليل على أن مشكلة زحمة السير وما تنتجه من تلوث بيئي تطاول جميع اللبنانيين الذين يبحثون بدورهم عن حل. وتؤكد الحكومة اللبنانية ان الكلفة المترتبة على لبنان جراء التلوث والاحترار المناخي وصلت الى 550 مليون دولار عام 2009. وحذر وزير البيئة اللبناني محمد رحال من ان الحرارة في الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط سترتفع درجتين بشكل وسطي في العقود الاربعة المقبلة وخمس درجات بحلول نهاية القرن الحالي.