طهران - أ ف ب - دعا زعيما المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي مجدداً إلى ضمان الحرية في البلاد بمناسبة مرور عام على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل، واتهما قادة إيران بسلب حرية الناس ورميهم في السجون وحظر وسائل الإعلام. واتهم كروبي المرشد الأعلى علي خامنئي بأنه هو الذي قرر نتيجة الانتخابات الرئاسية، «ولا تكون هناك نتيجة إذا لم يوافق عليها (المرشد الأعلى). هل هذه جمهورية؟». وزاد خلال مؤتمر صحافي لمراسلي المواقع الإلكترونية التابعة للمعارضة، حضره موسوي، أن المرشد الأعلى يعين في شكل مباشر أو غير مباشر الأعضاء ال12 في مجلس صيانة الدستور، وهو الهيئة المكلفة النظر في صلاحية الترشيحات للانتخابات وفي نتيجتها. وأضاف كروبي ان النظام الإيراني «يجب أن يمضي منطقياً في اتجاه صحافة حرة وانتخابات حرة واحترام حقوق الشعب، ولكن ما يجري هو عكس ذلك». وألغى موسوي وكروبي خططاً لتنظيم تظاهرات جديدة أمس ضد نجاد بسبب مخاوف أمنية، لكنهما تعهدا بمواصلة التحرك احتجاجاً على إعادة انتخابه. وليل الجمعة - السبت قال موسوي إن الحكام الحاليين لإيران نأوا بأنفسهم عن أهداف الثورة الإسلامية التي جرت عام 1979 والدستور، ويعمدون الآن إلى «كم أفواه الناس وحظر وسائل الإعلام وتنظيم انتخابات كالتي شهدناها السنة الماضية وملء السجون» بالمعارضين. واستخدمت قوات الأمن القوة لتفريق التظاهرات في الشوارع التي نظمت احتجاجاً على إعادة انتخاب نجاد السنة الماضية، التي اعتبرت المعارضة أنها شهدت تجاوزات كبرى. ومنذ شهور لم تنظّم التظاهرات ضد نجاد، لكن مرتضى تامدون محافظ طهران المتشدد حذر أول من أمس من أي محاولات للتظاهر السبت. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عنه أن «أي تحرك غير شرعي للإخلال بالأمن العام وإزعاج الناس لن يتم التسامح معه وستتم معالجته». وحتى ظهر السبت لم تسجل أي تظاهرات للمعارضة، لكن متظاهرين رددوا أول من أمس «الله أكبر» من على أسطح المنازل في مناطق عدة في طهران. وأدت إعادة انتخاب نجاد إلى شق صفوف النخبة السياسية الإيرانية، وأقحمت المرشد الأعلى علي خامنئي في الأزمة، في وقت أثار قمع النظام للتظاهرات إدانات دولية. واتهم خامنئي الذي يدعم نجاد علناً، القوى الغربية بتدبير التظاهرات في محاولة للإطاحة بالنظام الإسلامي. لكن رئيس الوزراء السابق موسوي والناطق السابق باسم مجلس الشورى كروبي اللذين كانا مقربين من الإمام الخميني مؤسس الثورة يرفضان هذه الاتهامات، ويعتبران أن حركة المعارضة تشكل أساساً لمبادرة تلتزم تطلعات الثورة بما يشمل إجراء انتخابات حرة وضمان حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان. وحض موسوي على إبقاء تحرك المعارضة «حياً لأن الحكام سيخافون من ذلك». وقال إن التظاهرات في الشوارع يجب ألا تكون الوسيلة الوحيدة للاحتجاج، ويجب أن تعمم المعارضة رسالتها عبر «شبكات اجتماعية فعلية وافتراضية». ونقل موقع كروبي عن موسوي انه «يجب أن نساهم في توسيع نطاق المواقع على الإنترنت والأفلام التي تلتقط عبر الهواتف النقالة (...) تلك هي أفضل أدواتنا». وكان شريط فيديو التقط عبر هاتف نقال للشابة ندا آغا سلطان البالغة (26 سنة) وهي تنزف حتى الموت في أحد شوارع طهران خلال تظاهرات الاحتجاج، نشر على الإنترنت ما جعلها رمزاً لحركة الاحتجاج.