تسببت عملية إنزال مفاجئ قامت بها القوات الاميركية في قرية «الخنافسة»، شمال غربي كربلاء في ساعة مبكرة من فجر السبت، بمصرع شخصين وجرح ثلاثة آخرين من افراد عشيرة «الخنافسة» التي تقطن المكان ما أثار استياء الحكومة المحلية في المحافظة التي أكدت عدم علمها بالعملية. وأكد مصدر في الجيش الاميركي ل»الحياة» ان «القوات الاميركية قامت بالعملية بإسناد قوات التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية بحثاً عن مطلوبين متهمين بارتكاب جرائم تصفية طائفية واستهداف القوات الامنية وزرع العبوات الناسفة للقوات الامنية». ولفت المصدر الى ان القوات الامنية لم تتحرك، الا بعد صدور مذكرات اعتقال رسمية من القضاء العراقي بحق المطلوبين المذكورين، وان طبيعة المنطقة، كونها منطقة قروية تحتاج الى تدخل الطائرات المروحية، ما دفع القوات العراقية الى الاستعانة بالقوات الاميركية. واشار الى ان «القوات الاميركية لم تقم بأي خرق للاتفاق الامني، وتحركت تلبية لطلب من القوات العراقية بعد صدور أوامر اعتقال بحق مجرمين هاربين». وقال محافظ كربلاء آمال الدين الهر لوسائل الاعلام امس ان «عملية الانزال التي جرت فجر السبت من قبل قوة اميركية وبمساندة قوات التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية لم تكن بعلم الحكومة المحلية». وأكد ان العملية التي نفذت في منطقة الخنافسة أسفرت عن مقتل مواطنين اثنين وجرح ثلاثة آخرين، معرباً عن عن استغرابه من توقيت العملية وآلية تنفيذها من دون ابلاغ الحكومة المحلية في كربلاء. وقال: «سمعنا بالانزال بعد حصوله، ولم نكن نعلم ان القوات الاميركية لديها مطلوبون في المنطقة». وطبقاً لما ذكره شهود عيان يسكنون منطقة الوند المجاورة لقرية الخنافسة، فإن «القوات العراقية التي كانت ترافق الاميركيين اعتقلت عدداً من المطلوبين». وقال أحد شهود العيان ل»الحياة» ان «القوات الامنية العراقية طلبت من سكان المناطق المجاورة عدم التدخل لحين الانتهاء من المهمة والخروج من المكان». واضاف: «كنا نسمع عن وجود عناصر تزرع العبوات الناسفة وتعمل مع تنظيم القاعدة في داخل المكان، لكننا لم نتوقع ان تكون هناك عملية انزال بهذا الحجم في المكان». وتعد منطقة الخنافسة (16 كلم شمال غربي كربلاء) واحدة من أهم المناطق التي تسكنها عشائر سنّية حيث تشتهر بكونها واحدة من أهم المناطق الزراعية في المحافظة وترتبط بمنطقة جرف الصخر المحاذية لقضاء المسيب بطرق ترابية عدة، ووقعت فيها حوادث استهداف كثيرة لعناصر الشرطة. وكانت منطقة الخنافسة واحدة من المناطق التي كانت تتهم من قبل العشائر المجاورة لها بصلتها بتنظيم القاعدة الذي كان استقر لنحو سنتين في منطقة جرف الصخر القريبة قبل ان تنشأ قوات الصحوة وتقوم بطرد التنظيم.