اقتحم مذيعون ومذيعات الدراما الإماراتية من خلال ظهورهم في أدوار البطولة في المسلسل الإماراتي التراثي «الغافة» الذي بدأ تصويره في منطقة الحيل الأثرية في إمارة الفجيرة، حيث تخوض المذيعة رؤى الصبان والمذيع حسين العامري تجربتهما الأولى في التمثيل، بعد أن وقع اختيار المخرج إياد الخزوز (المنتج الفني للمسلسل) عليهما. عالم الأربعينات ويسلط العمل (من قصة وأشعار محمد سعيد الضنحاني وإخراج شعلان الدباس) الضوء على ما اكتنف حياة الناس (في أربعينات القرن الماضي) من المفارقات التي طبعت حياتهم بألوان شتى وهم يتعرضون لأشد أزمة واجهتها الإنسانية حينذاك متمثلة بداء الجدري الذي فتك بالكثير من سكان القرية. وسط هذا الجو المشحون بالموت والمغلف بالحزن تلوح في بارقة الأفق إشارات الحياة وإصرار الناس على التمتع بحقهم منها حيث تنضج قصة حب جميلة تكاد تكون نموذجاً لقصص غيرها بما يعتريها من مواقف محاطة بالتضحيات. الكاتب محمد سعيد الضنحاني الذي كانت له تجارب سابقة في كتابة المسلسلات التراثية التي تلامس القضايا الإماراتية والخليجية، مثل «سرى الليل»، و «للأسرار خيوط» يعتبر أن «الغافة» تشير في دلالاتها الى موضوع التحول الأهم في حياة مجتمعات الخليج «فهي مفترق طرق التحولات الاقتصادية والمعيشية والإنسانية عموماً»، ويضيف: «كانت نقطة الشروع لحياة جديدة سيسلط العمل الضوء على بداياتها تاركاً تصور ما أعقبها من تحولات ليرتبها المتلقي بما كانت عليه في الواقع»، ويستطرد: «الغافة تريد أن تكون الذاكرة لمجمل العادات والتقاليد وأساليب الحياة والقيم العظيمة التي كانت دلالة الهوية الخليجية... مثل التسامح والرحمة والتعاطف الإنساني مع كل بني البشر، إحقاقاً لموروث الآباء والأجداد في النبل والعادات العربية الأصيلة، ناهيك بتسليط الضوء على التركة الكبيرة والثرية بكل معانيها للهوية الخليجية في مجال الفنون الشعبية، والزي المتناسب وطبيعة الأجواء، والألعاب الشعبية في إطار فني ودرامي رفيع المستوى للإشارة الى أهمية الفولكلور الشعبي وجعل المسلسل ذاكرة شعبية تراثية تحفل بكل المعاني التي نجد أننا في أمس الحاجة الى إحيائها اليوم ولو من طريق زرعها في ذاكرة جيل غابت عنه معظم ملامحها». سياسة متواصلة و كشف المشرف العام على المسلسل حمد المزروعي بأنه يأتي استكمالاً للسياسة التي ينتهجها تلفزيون أبو ظبي في إنتاج مسلسلات ذات قيمة عالية تسهم في رفد الدراما الإماراتية والعربية بأعمال متميزة تقدم رسائل واضحة وتنحاز للإبداع، وتابع: «الغافة تقدم صورة واقعية للحياة الشعبية في دولة الإمارات في فترة أربعينات القرن الماضي بكل ما فيها من صعوبات وتناقضات، وقد عملنا ما في وسعنا لتكون مواقع التصوير والملابس والاكسسوارات شبيهة بالواقع في تلك الفترة»، موضحاً: «استعنا بعدد من الخبراء في مجالات الديكور والإضاءة والملابس والماكياج، مع وجود عدد كبير من نجوم الدراما الإماراتية، إضافة الى عدد من الوجوه الشابةالإماراتية التي تشارك للمرة الأولى في أعمال درامية». ولا يخفي المخرج شعلان الدباس صاحب التجربة الثرية في المسلسلات البدوية (التي كان آخرها مسلسلي «مخاوي الذيب»، و «راس غليص»)، سعادته بخوضه التجربة الثانية له خليجياً، بعد مسلسل «حيتان وذئاب»، مشدداً على أن وجود نخبة من نجوم الدراما الإماراتية والخليجية، وجودة أماكن التصوير وتوافر كوادر فنية على مستوى عال، ستكون أسباباً كافية لنجاح العمل. المخرج إياد الخزوز المنتج الفني للمسلسل يعتبر أن العمل إحدى ثمرات التعاون بين تلفزيون أبو ظبي وشركة «أرى الإمارات للإعلام»، وأنه يأتي امتداداً لنجاح التعاون المشترك في مسلسل «أوراق الحب» الذي حقق حضوراً لافتاً، وحصد نسبة مشاهدة عالية، ويضيف: «لذا نحن مستمرون في تقديم الأعمال الجدلية التي تثير التساؤلات، تاركة الحرية للمشاهد ليجيب عليها بحسب ما يعتقده، مشيراً الى أن العمل يضم نخبة نجوم الدراما الإماراتية (سيف الغانم وبدرية أحمد وعائشة عبدالرحمن ومنصور الغساني وبلال عبدالله وهدى الغانم وخالد البناي وحمد جاسم وبدور وعبدالرحمن الملا ومانع المزروعي)، إضافة الى مقدم برنامج «شاعر المليون» حسين العامري الذي يظهر للمرة الأولى في عمل درامي تلفزيوني. وتشارك أيضاً للمرة الأولى في دور البطولة المذيعة رؤى الصبان، وأكثر من 15 وجهاً شاباً، مؤكداً أنه بصدد صناعة صف جديد من نجوم التلفزيون والسينما بعيداً من الممثلين المسرحيين بهدف رفد الساحة بنجوم مميزين كما في الدول الأخرى التي يوجد فيها نجوم تلفزيون وسينما وممثلون مسرحيون، «لا يوجد ما يمنع مشاركة الممثل المسرحي في الأعمال التلفزيونية، ولا يوجد أيضاً ما يمنع الممثل التلفزيوني من المشاركة في المسرح، لكن يجب أن يكون هناك جيل تلفزيوني وسينمائي محترف، وهو ما نعمل عليه الآن بجد».