بشكيك - ا ف ب - استمرت اعمال العنف الاتنية في جنوب قرغيزستان ليل الجمعة السبت فيما ارتفعت الحصيلة الى 49 قتيلا بالرغم من اعلان الحكومة الموقتة حالة الطوارىء وحظر التجول في مدينة اوش والمناطق المجاورة. واكد المسؤول في الحكومة القرغيزستانية الموقتة عظيم بك بكنازاروف الذي توجه الى المنطقة, للتلفزيون الوطني, ان "تبادل اطلاق النار يتواصل ويمكن سماعه في كل مكان". واضاف ان "مباني عدة تشتعل والناس في حالة ذعر", واصفا الوضع ب"الصعب جدا". واشارت اخر حصيلة اعلنتها وزارة الصحة ان الاضطرابات الاتنية بين الاوزبك والقرغيز في اوش ثاني مدن البلاد اسفرت عن سقوط 49 قتيلا و654 جريحا منذ اندلاعها مساء الخميس. ودعت الحكومة اليوم السبت الضباط المتقاعدين في الشرطة والجيش للتوجه الى منطقة اوش (جنوب) من اجل المساعدة على "منع الحرب الاهلية". وقال بكنازاروف ان "السلطات ستكون ممتنة لجميع المتطوعين المستعدين للمساعدة في تفادي الحرب الاهلية في جنوب قرغيزستان". واكد "ان الشرطيين والعسكريين المنتشرين في المكان يسقطون من الاعياء وينامون على الطرقات التي يقومون بمراقبتها (...) لم يعد لدينا قوات كافية (لتوفير الامن) في اليومين المقبلين بدون مساعدة اضافية". واعلنت السلطات مساء الجمعة انها تخشى من تدهور الوضع في اوش واعتبرت الرئيسة الانتقالية روزا اوتونباييفا ان هناك "ضرورة" لارسال اطباء وتعزيزات الى المكان من اجل "الحفاظ على الامن". وقد اندلعت مواجهات تخللها تبادل اطلاق نار بين مجموعات من الشبان الاوزبك والقرغيز ليل الخميس الجمعة وتواصلت خلال النهار في اوش والمناطق المجاروة, وذلك بسبب مشادة بين افراد من الاتنيتين. الى ذلك تجمع مئات المتظاهرين الراغبين في التوجه الى اوش مساء الجمعة في وسط بشكيك قرب مقر التلفزيون الوطني مطالبين باعطائهم الكلام. وذكرت وكالة الانباء خبر ان مجموعات اخرى من المتظاهرين هاجموا السائقين في بشكيك واستولوا على سياراتهم للتوجه الى اوش. واكد مسؤول طبي في بشكيك ان 27 شخصا جرحوا ليلا اثر هذه الاضطرابات في العاصمة القرغيزستانية. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان, مقرها في نيويورك, المجتمع الدولي لدعم حكومة قرغيزستان بغية منع تفاقم الوضع مع الاضطرابات الاتنية. وقالت اندريا بيرغ المكلفة شؤون آسيا الوسطى في هيومن رايتس ووتش من اوش "ان الوقت ملح", مضيفة "على المجتمع الدولي ان يساعد الحكومة القرغيزستانية على الفور لتفادي نزاع اتني واسع النطاق". وتابعت ان اعمال العنف "ينبغي ان تكون في عداد الملفات الاولوية التي يعالجها مجلس الامن الدولي". واستقرار الوضع في قرغيزستان يعتبر امرا ضروريا خصوصا بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة اللتين تملكان قواعد عسكرية في هذا البلد, احدها اساسية لانتشار القوات الاميركية في افغانستان. ومنذ ثورة نيسان/ابريل الماضي التي اسفرت عن سقوط 87 قتيلا وادت الى سقوط نظام الريس كرمان بك باكيف, شهدت قرغيزستان موجات عدة من العنف ما يدل الى الصعوبات التي يلقاها الحكم الجديد في السيطرة على الوضع. وتأتي اعمال العنف الاخيرة قبل اسبوعين تقريبا من استفتاء حول تبني دستور جديد مرتقب اجراؤه في 27 حزيران/يونيو.