انتقدت الأحزاب الرئيسية في ألمانيا بشدة أمس إصرار «حزب البديل من أجل ألمانيا» المتطرف على مواصلة عدائه للإسلام، واعتباره الدين الإسلامي «جسماً غريباً لا موطن له في البلاد». وزاد التأييد الشعبي للحزب أخيراً بعد فوزه للمرة الأولى في برلمانات ثلاث ولايات. وقالت نائبة رئيس الحزب ياتريكس فون شتورش والقيادي الكسندر غاولاند: «الإسلام أيديولوجية سياسية لا تتفق مع الدستور». وأعلنا أن البرنامج السياسي والانتخابي للحزب الذي سيُقرّ على هامش مؤتمر يعقد في شتوتغارت بعد أسبوعين سيحظر رموزاً إسلامية مثل المآذن وارتداء النقاب. ودفع ذلك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك إلى التحذير من مواقف الحزب «الخطرة والتي تشبه الحقبة النازية التي عرفتها ألمانيا». وزاد: «يركب حزب البديل موجة العداء للإسلام، وهو أول حزب منذ النازية يسيء إلى طائفة دينية ويهدد وجودها بالكامل، ما يعني أنه يريد جمهورية أخرى». وفيما لفت مراقبون إلى أن ما أعلنه «حزب البديل» ردّ غير مباشر أيضاً على تأكيد المستشارة إنغيلا مركل مرات سابقاً بأن «الإسلام أصبح جزءاً من ألمانيا»، صرح نائبها في رئاسة الحزب الديموقراطي المسيحي أرمين لاشيت بأن «خوض الانتخابات ضد الأديان والمشاعر الدينية لأناس يعيشون في البلاد أمر جديد تماماً». وأضاف: «يزرع ذلك الانقسام في بلدنا، ويناقض حرية الأديان والمعتقد التي يضمنها الدستور». واعتبرت مفوضة الحزب الاشتراكي الديموقراطي لشؤون الكنائس والمؤسسات الدينية كريستين غريزه أن «مواقف حزب البديل تجاه الإسلام تخالف الدستور بالكامل». وقالت: «يطلق حزب البديل بطريقة خطرة جداً أحكاماً مسبقة لا صحة لها. بالطبع هناك إسلام معتدل يوافق الدستور الذي يؤمن به أكثر من 90 في المئة من المسلمين المقيمين في المانيا، ويجب عدم سحب مجموعات متطرفة على دين بكامله». في بلجيكا، أيد رئيس الوزراء شارل ميشال إعلان وزير الداخلية جان جومبون السبت الماضي أن «عدداً كبيراً من المسلمين رقصوا فرحاً بتفجيرات بروكسيل في 22 آذار (مارس) الماضي، وأن مؤيدي الإرهاب سرطان يجب استئصاله». وقال ميشال إن «مجلس الأمن القومي تبلغ تعابير التأييد لمهاجمي بروكسيل التي أطلقتها أقلية صغيرة»، علماً أن وزراء وسياسيين معارضين كان طالبوا جومبون الذي ينتمي إلى حزب التحالف الفلمنكي الجديد بدعم تصريحاته بأدلة، وحتى بتقديم اعتذار فوري. وتابع رئيس الوزراء: «يجب ألا نعمم هذا الأمر، وهو ما لم يفعله جومبون، أو نبالغ في إلقاء الضوء عليه»، علماً أن جومبون كان صرح بأن «حكومات سابقة غضت الطرف عن إشارات تحذيرية لسنوات، وأن إجراءات الأمن الحالية لن تحقق نجاحاً فورياً، إذ نستطيع إلتقاط الإرهابيين وإزالتهم من المجتمع، لكنهم مجرد بثرة. وتحتها يوجد سرطان علاجه أصعب بكثير. قد نستطيع التعامل معه، لكن علاجه لن يحصل بين ليلة وضحاها». وتعرضت حكومة ميشال لانتقادات بسبب إدارتها للأمن قبل تفجيرات 22 آذار. وكان جومبون ووزير العدل كوين جينز عرضا الاستقالة في نهاية آذار بسبب إخفاقات، لكن ميشال تمسك ببقائهما. واستقالت وزيرة النقل الجمعة الماضي بعد اتهامها بأنها كذبت في شأن تقرير سابق للمفوضية الأوروبية انتقد الأمن في مطار بروكسيل الذي استهدف في 22 آذار.