جرح أمس نحو تسعة من عناصر «الحراك الجنوبي» في مصادمات وقعت في محافظة الضالع اليمنية (جنوب البلاد) من أتباع «الحراك» ورجال الشرطة عندما حاول رجال الأمن منع تظاهرة ترفع أعلاماً وشعارات انفصالية وتطالب بإطلاق المعتقلين الجنوبيين وتهدد بالعمل على تحرير الجنوب «بالنار أو بالسلم». وعلى رغم المصادمات بين المتظاهرين ورجال الشرطة في الضالع إلا أن المسيرة واصلت طريقها لتجوب شوارع المدينة والطريق العام. وقال شهود عيان إن الجروح التي أصيب بها المتظاهرون بسيطة، وتم إسعافهم. وأضافوا أن رجال الأمن ودوريات الشرطة طوقت المتظاهرين ومنعت أعمال الشغب وقامت بحراسة المحال التجارية والممتلكات العامة والخاصة من أي اعتداء. وفي هذا السياق خرجت مسيرة مماثلة ل «الحراك الجنوبي» في مدينة الحبيلين بمديرية ردفان المجاورة جابت الشارع العام ولم يحدث فيها أي مصادمات أو اشتباكات مع قوات الأمن أو رجال الشرطة. وفي مدينة لعبوس، مديرية يافع بمحافظة لحج، احتشد المئات من أتباع «الحراك الجنوبي» في مسيرة مماثلة رفع فيها المشاركون أعلاماً ولافتات وشعارات انفصالية بالإضافة إلى لافتات تضامنية مع أبناء محافظة الضالع على خلفية الأحداث التي وقعت الاثنين الماضي. وأظهرت الخطابات والبيانات التي ألقيت من قبل قيادات «الحراك» في تظاهرات الأمس انقساماً كبيراً بين جماعات «الحراك» وقيادتها، واتهم بعضها أحزاب المعارضة المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك» بمحاولة استغلال ما وصفته بثقافة التصالح والتسامح والتضامن في الجنوب للاستيلاء على قيادة مجلس «الحراك» أو تغيير اسمه أو تركه من دون قيادة شرعية تمثل القضية الوطنية الجنوبية خير تمثيل. واشترط المتظاهرون في لعبوس وجود علي سالم البيض نائب الرئيس الأسبق في أي حوار مع السلطة، كما جاء على لسان ناصر الخبجي أحد قادة الحراك في يافع، فيما شن القيادي في «الحراك» العميد ناصر النوبة هجوماً على أحزاب اللقاء «المشترك» ووصفها بأنها الوجه الآخر للسلطة. وقال النوبة في تصريحات صحافية أمس بأنه لا يعترف بعلي سالم البيض ممثلاً للجنوب ولا يملك الشريعة القانونية ولا الحزبية في ذلك، مشيراً إلى أن البيض هو رئيس لأحد المكونات الجنوبية فقط وهو المكون الذي يمثل تيار «الاشتراكي» ولديه أجندة سياسية خاصة لا تختلف عن أجندة السلطة. وأضاف النوبة أن البيض يوجه دعمه المادي السخي في الخارج إلى المكون الداخلي الذي ينتمي إليه. كما اتهم النوبة قيادات أخرى في «الحراك» بأن لديها مشاريع صغيرة، ودعا علي الخبجي والشنفره الى الكف عن المراوغة.