غالباً ما تكتب سوزان المشهدي مقالاتها من مبدأ «سمعنا» و«قرأنا»، ولا يظهر أنها رأت شيئاً، فبمجرد ما تسمع قصة تصدقها ولا تتأكد من صدق الرواية، والدليل على ذلك ما احتواه مقالها من مغالطات ومعلومات خاطئة! وعلى سبيل المثال ردت الكاتبة في المقال المذكور بنقل الموقف في القصة التي ترويها للرجل وزوجته، ولم تر المشكلة بعينيها أو تجمع عنها المعلومات الكافية! كما أن قصة بنت الجبيل ليست ببعيدة حينما جعلتها الكاتبة سوزان مظلومة، ووجهة نظر الأغلبية أنها هي المدانة. وهكذا تكون نتيجة كل من يكتب ولم يتحر الدقة! وعلى رغم أن ما تحدثت عنه في قصة بنت الجبيل لم يكن صحيحاً لم نر منها أي اعتذار للمجتمع عن تلك الغلطة، وذلك يدعونا للتساؤل عن احترام الكاتبة للقارئ. من الملحوظ كذلك من الكاتبة أنها تنتقد «الهيئة» دوماً، ولا ندري هل هو اصلاح أم هدم! ولم نرها مرة وهي تكتب عن العوانس في البيوت، ولا عن البطالة، ولعلها لا ترى ما تحت قدميها لأنها قد تكون موظفة وكاتبة وتحصل على أكثر من مكافأة - اللهم لا حسد - ولم نلحظ من الكاتبة أنها تحدثت عن الفساد الإداري، لم نرها تكتب عن أولئك، لماذا؟ إن بلادنا تحظى بحكومة رشيدة يحكمها والد وقائد شجاع مقتنع بدور «الهيئة»، وهو القادر على الوقوف في وجه الفساد بشرط أن يكون هناك نقد بناء! وليس معلومات مغلوطة. وهذا الأسلوب ليس بجديد على الكاتبة، فقد صُدمنا قبل ذلك بها في احد مقالاتها تسخر من بعض مكونات المجتمع السعودي من رجال ونساء وأطفال، إذ كتبت «السؤال الملح الذي لا يغادرني هو: أليس هناك توجه قريب لإنشاء شوارع خاصة للنساء وشوارع خاصة بالرجال على شكل جسر معلق، أحدهما وردي كالمواليد للنساء، والآخر أزرق للرجال؟! والسؤال الأكثر أهمية أليس هناك توجه لإنشاء مطارات خاصة للرجال وأخرى للنساء؟! وتخيلت أسرة سعودية قررت أن تسافر إلى الخارج من مطارين مختلفين لركوب طائرتين مختلفتين للوصول إلى بلد واحد... «يلتئم فيه الشمل» كالعادة». إن ما جاء في ذلك المقال لم يكن وجهة نظر بقدر ما هو استهزاء بالمجتمع السعودي ككل، من إحدى بناته. فهل تعتذر سوزان وتتوقف عن الاعتماد على «سمعنا» و«قرأنا»؟ [email protected]