لندن – «الحياة»، أ ف ب - زارت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت» تلبية لدعوة من رئيس الحكومة المحافظ ديفيد كامرون الذي نجح في أيار (مايو) في وضع حد ل13 سنة من حكم حزب «العمال» قضاها «المحافظون» في المعارضة. ووجهت ثاتشر التي تبلغ الرابعة والثمانين من العمر والتي كانت ترتدي ثوباً أزرق اللون، إشارة بيدها للصحافيين المحتشدين أمام البوابة السوداء الشهيرة لمقر رئاسة الوزراء، قبل دخول المبنى متكئة على ذراع كامرون. وأمضت «المرأة الحديد» التي أصبح ظهورها في مناسبات عامة نادراً منذ إصابتها بمرض الزهايمر، نحو 45 دقيقة في مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني الذي سكنت فيه أثناء ترؤسها حكومة «المحافظين» من 1979 الى 1990. وعلى الأثر رافق كامرون الذي اضطر الى تشكيل حكومة ائتلافية مع الديموقراطيين الأحرار، سلفته ثاتشر الى خارج المبنى حيث استقلت سيارة ليموزين. وسبق أن زارت تاتشر أيضاً رئيسي الوزراء «العماليين» توني بلير وغوردون براون في «داونينغ ستريت» بعد توليهما مهام منصبيهما بقليل وذلك في عامي 1997 و2007. لكن زيارتها لكامرون اكتسبت طابعاً أكثر من بروتوكولي، خصوصاً في ظل تكهنات بأن كامرون يقود الحزب نحو الابتعاد عن سياسات تحولت ثوابت للمعسكر الموالي لثاتشر داخل الحزب. ومن أبرز القضايا التي تثير قلق «الثاتشريين»، الضغوط التي يتعرض لها كامرون من شركائه «الديموقراطيين الأحرار» لتبني إصلاحات في اتجاه اعتماد التمثيل النسبي في الانتخابات العامة، ما ينهي احتكار ثنائي «المحافظين» و«العمال» للحكم في بريطانيا.