أسس خادم الحرمين مدرسة عالمية في الحوار بين أتباع الثقافات والأديان، وهو نقلها من الحوار الداخلي إلى فضاءات دولية تمثلت في اجتماع مدريد ومن ثم في الأممالمتحدة، بهدف إشاعة مبدأ الحوار بين بني الإنسان، وتتويجاً للجهود التي يبذلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز التواصل والحوار بين الحضارات والثقافات والتوافق في المفاهيم بينها تم إطلاق جائزة عالمية للترجمة باسم «جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة» إيماناً بأن النهضة العلمية والفكرية والحضارية إنما تقوم على حركة الترجمة المتبادلة بين اللغات، كونها ناقلاً أميناً لعلوم وخبرات وتجارب الأمم والشعوب، والارتقاء بالوعي الثقافي وترسيخ الروابط العلمية بين المجتمعات الإنسانية كافة، وإدراكاً لأهمية الترجمة في تبادل المعارف وتقوية التفاعل بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى ودعم حوار الحضارات والثقافات. وأتت استضافة منظمة اليونيسكو لحفلة تسليم جائزته للترجمة في دورتها الثالثة، منسجمة مع البعد الدولي للجائزة بوصفها جائزة عالمية، ومتزامنة مع احتفالات اليونيسكو بالسنة الدولية للتقارب بين الثقافات (2010) ومثّلت إقامة حفلة الجائزة بمقر اليونيسكو إسهاماً سعودياً لدعم المساعي الحميدة للمنظمة للتقارب بين الثقافات، وفتح آفاق رحبة للتعريف بأهدافها بين الدول الأعضاء بالمنظمة. وللتأصيل الشرعي لمفهوم الحوار الإسلامي مع أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة في العالم، رعى خادم الحرمين في الثلاثين من شهر جمادى الأولى 1429ه حفلة افتتاح المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة. وحثّ خادم الحرمين في كلمته في المؤتمر على مجادلة الآخر بالتي هي أحسن. وأوصى المشاركون بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للتواصل بين الحضارات، بهدف إشاعة ثقافة الحوار.