أعلن الرئيس العراقي جلال طالباني تحديد يوم الاثنين المقبل موعداً لعقد البرلمان العراقي الجديد بأعضائه ال325 جلسته الأولى وسط توقعات بأن تكون بروتوكولية تقتصر على ترديد النواب القسم البرلماني دون انتخاب رئيس للبرلمان بانتظار استكمال التوافقات السياسية. جاء ذلك في حين اعتبر رئيس القائمة «العراقية» اياد علاوي أن المعركة مع القوى الطائفية في العراق ستكون قاسية وطويلة، مشيراً إلى أن عمليات استهداف القائمة تتصاعد وتشمل التصفيات الجسدية. وقال رئيس ديوان الرئاسة نصير العاني ل «الحياة» ليل أمس إن «الرئيس جلال طالباني حدد الاثنين المقبل موعداً لأول جلسة للبرلمان الجديد»، مشيراً الى أن «تحديد هذا الموعد جاء بعد استشارة القوى السياسية الأربع الفائزة في الانتخابات». ولفت الى أن «بعض القوى السياسية طالب بالتعجيل في اجراء الجلسة والبعض الآخر طالب بتأخيرها حتى اليوم الأخير المقرر دستورياً لعقد الجلسة، وجاء قرار طالباني لاتاحة الفرصة أمام القوى السياسية لبلورة اتفاقاتها وحواراتها في خصوص تشكيل الحكومة». وينص الدستور العراقي على أن رئيس الجمهورية يدعو البرلمان الجديد الى الانعقاد خلال 15 يوماً من تاريخ مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات. ويختار البرلمان في جلسته الأولى رئيساً له ونائبين، ثم ينتخب خلال مدة أقصاها 30 يوماً رئيس الجمهورية. وستكون الجلسة الأولى برئاسة النائب الأكبر سناً، وهو السياسي والكاتب العراقي حسن العلوي المنتخب عن ائتلاف «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي. وصادقت المحكمة الاتحادية الثلثاء الماضي على النتائج النهائية للانتخابات، ما مهد الطريق أمام تحديد موعد للجلسة التي من المفترض انتخاب رئيس البرلمان خلالها. كما أنها قد تبقى مفتوحة إلى حين اختيار رئيس للوزراء. وفي هذه الأثناء، قال المستشار الخاص لرئاسة «المجلس الأعلى الاسلامي» باسم العوادي ل «الحياة» إن عملية اختيار مرشح الائتلافين المتحالفين «دولة القانون» و «الائتلاف الوطني» لرئاسة الحكومة ما زالت تراوح مكانها. وأشار الى أن اصرار «دولة القانون» على ترشيح زعيمه المالكي لولاية ثانية تهدد التحالف المعلن بين الجانبين. وأضاف أن «الامور تتجه نحو القبول بمرشح التسوية عادل عبدالمهدي الذي يعد الآن الأوفر حظاً بين المرشحين الباقين لرئاسة الحكومة لعدم وجود أي تحفظات من القوى الساسية على ترشيحه». وأشار الى أن «الائتلافين سيسميان رئيس الائتلاف قريباً، وهي ليست مهمة صعبة، لكن المشكلة تكمن في اختيار رئاسة الوزراء». الى ذلك، قال علاوي قبيل عقد اجتماع دوري لمكونات «العراقية» وصف بأنه مهم إن «المؤامرات لا تزال تحاك ضد القائمة (العراقية) من البعض، فضلاً عن مقتل عدد من أعضائها لدفعها عن استحقاقها الدستوري». وأوضح أن «لدى القائمة قيادات معتقلة في معتقلات النظام، وآخرين مطاردين من أجهزة الأمن والبعض اجتُث». وأضاف أن «المعركة بين العراقية التي تمثل المؤمنين بالديموقراطية، وبين القوى الأخرى التي تؤمن بإبقاء العراق في ظل الطائفية ستكون قاسية وطويلة»، مشيراً إلى أن «القائمة تجاوزت كل المحاولات لتفكيكها، وأصبحت هذه المحاولات في مزبلة التاريخ». وتوقع علاوي أن «يزداد استهداف القائمة العراقية خلال الفترة المقبلة من خلال التصفيات الجسدية لعدد من أعضائها، فضلاً عن الضغط المتواصل عليها لمنعها من استخدام حقها الدستوري في تشكيل الحكومة». وفقدت «القائمة العراقية» بزعامة أياد علاوي، ثلاثة من مرشحيها في محافظة نينوى، كان آخرهم فارس الجبوري الذي قتله مسلحون يرتدون الزي العسكري الرسمي اقتحموا منزله في مدينة الموصل الاسبوع الماضي. ورفض القيادي في ائتلاف «العراقية» فتاح الشيخ في اتصال مع «الحياة» كشف القضايا التي ناقشها اجتماع قادة «العراقية»، واكتفى بالقول إنه «ناقش قضايا مصيرية مهمة واتخذ قرارات كبيرة ستُعلن خلال الأيام المقبلة». وأكد الشيخ أيضاً أن «القائمة العراقية ستدخل البرلمان يوم الاثنين المقبل برئاسة اياد علاوي تأكيداً لحقها الدستوري في تشكيل الحكومة».