تفاقمت معاناة مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة جراء انقطاع التيار الكهربائي شبه الدائم منذ الجمعة الماضي، بسبب التوقف التام لمحطة توليد الكهرباء نتيجة نقص الوقود وضريبة خاصة تفرضها وزارة المالية في حكومة التوافق الفلسطيني. وقال أحمد أبو العمرين المسؤول في سلطة الطاقة أن «أزمة الكهرباء لا تزال تراوح مكانها حيث توقفت محطة توليد الكهرباء كلياً منذ ليل السبت نتيجة نقص الوقود واستمرار ضريبة البلو (الخاصة بالوقود الصناعي) من وزارة المالية». من جهته، قال عوني نعيم مدير عام شركة توزيع الكهرباء في القطاع «ما يتوافر لدينا حالياً 120 ميغاواط من إسرائيل و20 ميغاواط من مصر نوزعها وفق برنامج طوارئ بعدالة». وتابع أن «حاجة قطاع غزة للكهرباء تصل إلى نحو 500 ميغاواط يومياً». وأكد أن «الأزمة خانقة» مطالباً كل الأطراف بحلها نظراً «لانعكاساتها السلبية المدمرة (...) خصوصاً الوضع الصحي». ويتم تأمين التيار أربع ساعات مقابل انقطاع 12 ساعة يومياً. وتتولى لجنة مكونة من ممثلي الفصائل وشخصيات تم تشكيلها مؤخراً إجراء اتصالات مع حكومة التوافق وحماس لحل الأزمة. وتقول سلطة الطاقة في غزة أن «ضريبة البلو تضاعف كلفة الوقود وتكلف حوالى 10 ملايين شيكل شهرياً (3.88 شيكل للدولار)». وتحولت حياة الفلسطينيين في القطاع إلى «جحيم» بسبب انقطاع الكهرباء والمياه التي لا يمكن أن تصل إلى المنازل والمؤسسات والمرافق الحيوية من دون استخدام مضخات تعمل على التيار. ونفدت المياه من الخزانات، نظراً لأن آبار المياه المملوكة للبلديات تضخ المياه في أوقات يكون التيار فيها مقطوعاً، وعندما يصل التيار ثلاث ساعات يومياً بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع الجمعة الماضي تكون المياه مقطوعة. وانعكس هذا الوضع سلباً على المرافق الصحية في القطاع، إذ قال المدير العام لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة مدحت عباس في المجمع إن انقطاع التيار «يفاقم معاناة المرضى في منازلهم وفي المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية». وأوضح عباس أن كثيراً من «المرضى بحاجة إلى أجهزة التبخيرة (جهاز يعمل بالكهرباء لتحسين التنفس)، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة لدى الأطفال، بخاصة الرضع مع ارتفاع درجة حرارة الطقس» أخيراً. واعتبر أن «تعطل المصاعد جراء زيادة انقطاع التيار الكهربائي ينعكس على المرضى، بخاصة مرضى القلب، والمرضى الذين يحتاجون إلى فرشات طبية تعمل على الكهرباء». وأشار عباس إلى أن «تعطل المولدات الكهربائية يؤثر على الأقسام الحيوية في المستشفيات كأقسام العمليات والعناية المركزة وحضانات الأطفال وغيرها»، وحذر من أن أزمة الكهرباء «باتت تهدد الصحة العامة للمجتمع جراء تأثر عمل مضخات الصرف الصحي، ما يزيد من نسب التلوث؛ وينعكس بزيادة الضغط على المرافق الصحية».