قتل ثمانية اشخاص، بينهم جنديان، وجرح 19 آخرين على الأقل، في اشتباكات شهدتها أمس مدينة الضالع، عاصمة المحافظة التي تحمل الإسم نفسه في جنوب اليمن، بين قوات الجيش وعناصر مسلحة من جماعات «الحراك الجنوبي» استخدمت فيها مختلف انواع الأسلحة، ما جعل الجيش يدفع بتعزيزات من المدرعات الى داخل المدينة وقصف بعض المباني التي تمركز فيها مسلحون ورفعت عليها اعلام الشطر الجنوبي السابق. وقالت مصادر متطابقة في الضالع ل «الحياة» ان اشتباكات أمس هي الأعنف والأوسع بين الطرفين، منذ بدأت مجموعات ترفع شعارات انفصال الجنوب اعتداءاتها على قوات الجيش والشرطة في الضالع والمناطق المجاورة. وأوضحت ان المعارك والقصف المدفعي اسفرا عن مقتل ستة اشخاص وجرح 15 آخرين بينهم نساء وأطفال، اضافة الى مقتل جنديين واصابة اربعة آخرين بجروح بينهم ضابط بحال خطرة. واشارت الى ان حالا من التوتر لا تزال سائدة في المدينة. وكانت الأسواق والمحال التجارية اغلقت ابوابها في الضالع في وقت مبكر من صباح امس تلبية لدعوة الى الاضراب وجهها «الحراك الجنوبي»، وخلت شوارع المدينة الا من دوريات الجيش والمسلحين الذين شنوا حرب عصابات على مواقع القوات المسلحة بمختلف الاسلحة ونصبوا كمائن للدوريات الأمنية، في حين امتد الاضراب الى مديريات منطقة ردفان المجاورة لكن من دون حصول مواجهات. وذكرت المصادر ان القصف المدفعي الذي لجأ اليه الجيش لصد المسلحين ادى الى هدم 13 منزلاً والحق أضراراً بعدد آخر من المباني. وكانت لجان حكومية ورئاسية عدة كلفها الرئيس علي عبد الله صالح التوسط، فشلت في الإتفاق مع قيادات «الحراك» في محافظة الضالع لإنهاء الاحتجاجات والتوقف عن قطع الطرق ورفع الشعارات الإنفصالية واستهداف المراكز الأمنية والعناصر العسكرية في المحافظة، على رغم إعلان الرئيس عفواً عاماً عن المعتقلين الشهر الماضي لمناسبة الذكرى العشرين للوحدة اليمنية. ودانت أحزاب المعارضة المنضوية في «اللقاء المشترك» ما وصفته ب «القصف العشوائي على المواطنين والمنازل في الضالع من قبل قوات الجيش»، واعتبرته «عدواناً وأعمالا طائشة». وطالبت بوقف العمليات العسكرية ورفع الحصار العسكري عن المدينة ومديريات ردفان واطلاق المعتقلين ووقف الملاحقات بحق ناشطي «الحراك» في المحافظات الجنوبية. كما طالبت بفتح تحقيق في الاشتباكات وما أسفرت عنه من ضحايا بين صفوف المواطنين وما لحق بمنازلهم وممتلكاتهم من دمار وبتعويض المتضررين فوراً. من جهة ثانية، أكدت مصادر في محافظة مأرب اليمنية (شمال شرق صنعاء) ان القيادي في تنظيم «القاعدة» حمزة الضياني المطلوب أمنياً على خلفية اتهامه باغتيال ضابط أمن العام الماضي، سلم نفسه إلى محافظ محافظة مأرب أمس بعد يومين على تسليم القيادي الآخر في «القاعدة» غالب الزايدي نفسه للمحافظ. وقالت المصادر بأن استجابة الزايدي والضياني لتسليم نفسيهما طوعاً تمت بعد مفاوضات تبناها المحافظ، ومن قبله الأمين العام للمجلس المحلي جابر الشبواني الذي قتل قبل زهاء أسبوعين مع أربعة من مرافقيه، في غارة جوية أخطأت هدفها المتمثل في عناصر «إرهابية» حيث كان الشبواني يقوم بمفاوضات مع هذه العناصر لإقناعها بتسليم نفسها وإخلاء محافظة مأرب من العناصر الإرهابية المطلوبة من السلطات الأمنية . وتوقعت المصادر أن يقوم قيادي ثالث في «القاعدة» بتسليم نفسه إلى قيادة محافظة مأرب لاحقاً.