كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن دور المرأة في عمليات مكافحة الإرهاب وتهريب وترويج المخدرات أصبح محدداً على رغم من تورط البعض، مشيراً إلى أن المجتمع وصل إلى درجة من الوعي يحدّ معها من عملية استغلال النساء في مثل تلك الحالات. وأوضح التركي خلال مؤتمر صحافي أمس، أُعلن فيه القبض على 124 شخصاً من بينهم امرأة قاموا بتهريب المخدرات إلى السعودية خلال الشهرين الماضيين، أن وزارة الداخلية لم تعلق على التسجيل الصوتي الذي ظهر فيه نائب تنظيم «القاعدة» في اليمن المطلوب سعيد الشهري عندما أعلن هوية السعودية هيلة القصير التي قبض عليها في منطقة القصيم. وقال: «المواطن قال كلمته، وتابعنا ردود الأفعال التي أكدت على وعي المواطن الذي رفض توفير ملاذ آمن للفئة الضالة أثناء نشاطها في المملكة». وأضاف: «أن المواطن هو الذي كشف كل ما توفّر من معلومات عن الفئة الضالة لرجال الأمن، حتى يستطيعوا التعامل معهم، ورد على هذه المحاولة التي تسعى لتحريضه في تحقيق أهداف تلك الجماعات الإرهابية، ونحن نعتزّ بهذا الرد». وأشار الناطق الرسمي إلى أن وزارة الداخلية تقوم بتنفيذ مشاريع عدة من بينها السياج الحديدي الأمني على طول الحدود السعودية البرية مع دول الجوار، وقال: «بدأنا في تنفيذ المشروع في الحدود الشمالية، والمراحل التالية هي في طور التصميم، وسيتم تنفيذها في القريب العاجل، وهذا الجهد يستهدف كل من يضر أمن وسلامة المملكة». ولفت التركي إلى أن الجهات الأمنية لا تعتمد على الأجهزة التقنية، وهي لا تمثل إلا دوراً مسانداً لرجال الأمن، ونحن نعول الكثير على رجال حرس الحدود ومن يساندهم من قطاع المجاهدين الذين يقومون بحماية الحدود السعودية مع دول الجوار. وذكر الناطق الرسمي أن السلطات الأمنية قبضت خلال العمليات على امرأة حاول أحد المهربين استغلالها في إخفاء أقراص الكبتاغون المخدّر تحت ملابسها، ومع ذلك تم ضبط الكمية والمتورطين، كما ضُبط شخص آخر ارتدى الزي النسائي في محاولة لعبور رجال الأمن، فيما ضُبطت 15 قطعة من السلاح وكمية كبيرة من الذخائر، ومليون ريال. وقال: «لمسنا ضعفاء النفوس، يستغلون أسرهم في السيارة حتى تتهيأ لهم فرصة لتهريب ما لديهم من الكميات، وهم يعلمون حجم الاحترام الذي تتلقاه المرأة من رجال الأمن، خصوصاً عند نقاط التفتيش في عدم التشديد على السيارات التي تنقل النساء، لكن نحن نعمل بكل ما في وسعنا ونستطيع التمييز بين مختلف الحالات». وزاد، أن كل الحدود السعودية عرضة للتهريب، ونلمس من الحدود البرية استغلالها أكثر من البحرية، وذلك لطبيعتها الطوبغرافية، من خلال التسلل على الأقدام واستخدام «الدواب»، وقال: «لا أستطيع التمييز بين الحدود الشمالية أو الجنوبية للمملكة، وهناك محاولات للتهريب بشكل يومي تتمثل خصوصاً في تهريب 70 كيلو من مادة الحشيش». وأشار إلى أن جميع الدول تعاني من مشكلات خاصة بها في ما يتعلّق بمكافحة المخدرات، ونحن على ثقة أن جميع هذه الدول تكافح هذه الآفة، لكن المملكة تعول على نفسها ولا تنتظر من الآخر أن يعالج مشكلاتنا، وذلك من خلال الإمكانات العسكرية والمهنية وتعاون المجتمع معنا. ولفت إلى أن المصنع البدائي الذي ينتج أقراص الكبتاغون وضبط في شمال المملكة، وُجِد بداخله مساحيق من مادة كيماوية (الآن فيتاميون)، وعدد من (المكابس والكليشات) التي تساعد على تصنيع الأقراص. وحول وجود امرأة بين المهربين المقبوض عليهم، أوضح التركي أنه حتى الآن لم نتعامل مع المرأة في إطار عمليات التهريب والمتجاورة، لكن قواعد وضوابط العمل الأمني، لا تعلن عن أسماء متورطين أو تؤكدها أو تنفيها، إلا إذا كانوا مطلوبين أو لقي مصرعهم، وذلك لأن المبدأ ينطلق من عدم تحميل جريمة فردية على المجتمع أو أسرة بأكملها، وقال: «سنعلن عن سيدات متورطات في قضايا المخدرات في حال لو تم القبض عليهن، من دون ذكر أسمائهن، وهي من الضوابط الأساسية للعمل الأمني».