في الوقت الذي تبدأ فيه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ورشة عمل بعنوان «منبر الجمعة - رسالة ومسؤولية» مساء اليوم، أكد أحد الخطباء أن البعض يتخوّفون من إبعادهم من وزارة الشؤون الإسلامية عند طرح مواضيع لا ترغب في إثارتها، بينما اتّهم أستاذ في الشريعة بعض الخطباء بإصابة الناس ب«النعاس» لأنهم أقرب إلى مؤدي وظائف وحسب. وقال إمام وخطيب جامع عبدالعزيز آل فريان ماجد الفريان ل«الحياة»: «بعض الخطباء يتخوّفون من فصلهم وإبعادهم من وزارة الشؤون الإسلامية إذا طرحوا بعض المواضيع التي قد تكون غير مرغوبة، وبالتالي يتجنّبون ذلك»، مشيراً إلى أن الحريّة التي تمنحها الوزارة للخطباء ليست متكاملة، لكنها جيّدة نسبياً، منوّهاً بأنها في هذه الفترة باتت لا تضيّق عليهم طالما أنهم منضبطون بالضوابط الشرعية. وشدد على أهمية التطرّق إلى بعض القضايا السياسية ذات العلاقة بالشريعة، على اعتبار أن ذلك يندرج تحت «التربية بالأحداث» التي يتم خلالها تناول الحدث وربطه بتنبيه الأمة إلى بعض الجوانب المهمة، مستشهداً بقضية «أسطول الحريّة. وتابع: «يفترض ألا يتهرّب الخطيب من مثل تلك القضايا بحجّة أنها تحوي جزءاً سياسياً، فالسياسة في الأصل تحت مظلة الدين، ويفترض توظيف المنبر بالحديث عنها، فهناك من يترك بعض الأحداث التي تكون آنية ويتحدث حول مواضيع أخرى كصفة الصلاة، أو الأخوّة من دون ربطها بمثال أو حدث معيّن، على رغم أن الحديث عن مثل هذه المواضيع متاح في أي وقت، ومسألة التربية بالأحداث مثل بعض الأحداث العالمية كحدث الأسطول تعتبر ذات تأثير بالغ في المتلقي لها» داعياً الخطباء إلى تفعيل ذلك في خطبهم، وبطريقة يُنظر إليها بمنظور شرعي، بعيداً عن تهييج الناس. وذكر أن هناك الكثير من المواضيع في مختلف التخصصات التي تكون مرتبطة بالشريعة لا يتطرّق لها بعض الخطباء، إذ يقصرون خطبهم على مواضيع معيّنة، مشيداً بوزارة الشؤون الإسلامية لعدم تبنيها نداء بعض الكتّاب المتمثّل في توحيد خطب الجمعة. وتابع: «توجيه الوزارة لبعض الخطباء بالحديث عن موضوع معيّن لا يعد تقييداً، كونه لا يتم إلا في أوقات محددة وخلال ظروف معيّنة». من جهته، اتهم أستاذ السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء الدكتور سعد العتيبي بعض الخطباء بإصابة الموجودين في الجامع ب«النعاس»، عازياً ذلك إلى أنهم يقرأون من أوراق قديمة وبعيدون عن التجدد ولا يستفيدون مما هو متاح من الدراسات وغيرها مثل ما هو موجود في الإنترنت، في صورة أصبحوا فيها وكأنهم مؤدو وظائف فقط. وتابع: «ليس كل شخص وقف على المنبر أصبح يؤدي رسالة المنبر التي تكمن في تأكيد القضايا الشرعية في الأصول والثوابت، وتوجيه المجتمع، والإسهام في التوعية الشرعية والنظامية في الأمور، فهناك من لا يتمكّن من ذلك، بل ويقرأ أحياناً خطبة في غير مكانها ولا تتناسب مع منبر الجمعة، وفي الوقت ذاته توجد منابر قويّة تؤدي دورها بشكل مميّز، ويتابع خطبها الكثير من الناس ممن هم خارج الجامع عند وضعها على شبكة الإنترنت»، منادياً بالحرص على مسألة التجدد والشمولية في خطب الجمعة، وفق الأصول الشرعية والفكر المعتدل. واعتبر أن التطرّق إلى بعض المواضيع السياسية جزء من الأمور التي ينبغي توجيه المجتمع بواسطتها، شرط أن يكون الطرح بالشكل المناسب.