تواصلت أمس التظاهرات المنددة بالاعتداء الإسرائيلي على «أسطول الحرية» والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة، فيما أعلنت إيران أن «قوات الصفوة» في «الحرس الثوري» مستعدة لتوفير حراسة عسكرية لسفن المساعدات الإنسانية التي تحاول كسر الحصار. ونقلت وكالة «مهر» شبه الرسمية عن ممثل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في الحرس الثوري علي شيرازي، قوله ان «القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني على أهبة الاستعداد بكل قدراتها وإمكاناتها لحراسة قوافل السلام والحرية إلى غزة». وأضاف: «إذا أصدر المرشد الأعلى أمراً في هذا الشأن، فإن القوات البحرية في الحرس ستبذل قصارى جهدها لتأمين السفن... ومن واجب إيران الدفاع عن الأبرياء في غزة». «المؤتمر الإسلامي» ودعا الأمين العام ل «منظمة المؤتمر الإسلامي» أكمل الدين إحسان أوغلو الاجتماع الوزاري الموسع للجنة التنفيذية للمنظمة الذي عقد في جدة أمس لمناقشة الاعتداء الإسرائيلي على «أسطول الحرية»، إلى «تشكيل فريق من الخبراء القانونيين لوضع تصورات قانونية عن المسلك القضائي الذي يمكّن من محاكمة المسؤولين الإسرائيليين الذين خططوا لهذه الجريمة والأفراد الذين شاركوا في تنفيذها». وقال: «يجب إيلاء المسار القضائي الاهتمام الوافر في سعينا إلى إحقاق العدالة ورفع الظلم عن إخواننا في قطاع غزة المحاصر». ودعا دول المنظمة إلى العمل من أجل عقد اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار «الاتحاد من أجل السلام»، لحمل المنظمة الدولية على «النهوض بمسؤولياتها في رفع الحصار الظالم». أردوغان يؤكد مواصلة التحرك حتى رفع الحصار من جانبه أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس ان بلاده ستواصل التحرك حتى ترفع اسرائيل حصارها عن قطاع غزة. ووجه انتقادات شديدة الى اسرائيل إثر الهجوم الدامي الذي شنته القوات الاسرائيلية الاثنين الماضي على «اسطول الحرية»، وقال في خطاب ألقاه في مدينة بورسا (شمال غرب) ان غزة «بالنسبة الينا هي قضية تاريخية (...) نقف في وجه من يجبرون سكان غزة على العيش في سجن في الهواء الطلق». وأضاف: «سنكون حازمين حتى رفع الحصار عن غزة ووقف المجازر والإقرار بحصول ارهاب الدولة في الشرق الاوسط»، داعياً اسرائيل والفلسطينيين الى اجراء مفاوضات سلام في شكل جدي. وأوضح اردوغان انه اجرى السبت اتصالاً هاتفياً مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبحث معه تشكيل لجنة تحقيق، مضيفاً ان «عمل هذه اللجنة سيكون بالغ الاهمية بالنسبة الينا». «حماس» تحمّل أميركا المسؤولية واستنكرت حركة «حماس» امس موقف الولاياتالمتحدة المعلن بعد الهجوم الاسرائيلي على «اسطول الحرية»، محملة اياها مسؤولية الدماء «التي سالت على متن السفن». واعتبر عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق في بيان ان الحصار المفروض على قطاع غزة «ما كان ليستمر لولا هذا الصمت والسكوت المتلحف بمواقف الادارة الاميركية البعيدة من النزاهة... فالولاياتالمتحدة بانحيازها السافر وسلوكها الاعور تتحمل مسؤولية كبرى تجاه الدماء التي نزفت على متن سفن اسطول الحرية». واضاف ان اكتفاء الولاياتالمتحدة بمطالبة اسرائيل بالتحقيق في ما حصل يؤكد «ان الموقف الاميركي ليس الا مدخلاً لتبرير جريمة المجرم وتبرئته... وتغطية لجرائم اسرائيل وقادتها وحماية لهم من المساءلة الدولية». البابا يدعو لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط ودعا البابا بنديكت السادس امس الى «جهد دولي منسق» لتخفيف التوترات في الشرق الاوسط قبل إراقة مزيد من الدماء. وتزامنت دعوته مع اعلان وثيقة من الفاتيكان عن الشرق الاوسط استنكرت «التغاضي عن القانون الدولي» وانتهاكات حقوق الانسان ونزوح المسيحيين فراراً من القتال في المنطقة، كما تتزامن مع الازمة التي فجرها اعتداء اسرائيل على سفن الإغاثة لغزة. وأضاف البابا في اختتام زيارة استغرقت ثلاثة أيام لقبرص: «أكرر ندائي الشخصي ببذل جهد دولي عاجل ومنسق لتسوية التوترات القائمة في الشرق الاوسط، خصوصاً قبل أن تؤدي مثل هذه الصراعات لإراقة المزيد من الدماء». مساعدات بريطانية وفي لندن، أعلنت الحكومة البريطانية أمس أنها ستقدم هبة قدرها 19 مليون جنيه استرليني (نحو 27 مليون دولار) إلى اللاجئين في غزة، وكررت دعواتها إلى رفع الحصار عن القطاع. وقال وزير التنمية الدولية اندرو ميتشل إن «الوضع في غزة ليس مقبولاً ولا يمكن أن يستمر»، موضحاً أن الهبة ستساهم في تمويل مدارس ومستشفيات للاجئي غزة. وتندرج الهبة في إطار خطة مساعدة قيمتها مئة مليون جنيه استرليني موزعة على خمس سنوات تم توقيعها مع الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين عام 2006. وتابع ميتشل: «هناك حاجة ملحة إلى الوصول من دون عقبات إلى غزة من أجل تحسين الوضع الإنساني لإنعاش الاقتصاد وتأمين مستقبل أفضل للشباب في القطاع». وأضاف: «أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى إزالة العقبات من أجل وضع حد لهذه الأزمة الإنسانية». تظاهرات حاشدة إلى ذلك، تظاهر ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف شخص تحت المطر في أنقرة أمس احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية». وتجمع المتظاهرون في ساحة في وسط العاصمة التركية، مرددين هتافات مثل «تسقط اسرائيل»، و «اسرائيل مجرمة، فلتخرج من الشرق الأوسط»، وهم يلوحون بأعلام تركية وفلسطينية. والتزم الحشد الصمت حين بدأ إمام يتلو آيات قرآنية. ونظمت التظاهرة تلبية لدعوة من مؤسسة المساعدة الإنسانية غير الحكومية التي شاركت في تنظيم قافلة «أسطول الحرية». وشارك عشرات آلاف المغاربة أمس في تظاهرة حاشدة في الرباط تضامناً مع الفلسطينيين واحتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي. وأفادت الشرطة أن «ما بين اربعين إلى خمسين ألف شخص» شاركوا، لكن منظمي المسيرة أكدوا أن عدد المتظاهرين «بلغ مئة الف». ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تدين الهجوم على «أسطول الحرية» والاحتلال الاسرائيلي و «تواطؤ الأنظمة العربية وصمتها». وشارك في المسيرة وزراء وقادة أحزاب ونقابيون وناشطون من مختلف التيارات السياسية، لا سيما الإسلاميون. ومن الشخصيات التي سارت في التظاهرة رئيس مجلس المستشارين في البرلمان عبدالواحد راضي ووزير المال صلاح الدين مزوار. وردد المتظاهرون: «شكراً أردوغان، شكراً تركيا»، و «جميعاً ضد قرصنة الدولة» و «الشعب يقاوم والأنظمة تساوم» و «جميعاً من أجل رفع الحصار». وداس بعضهم العلم الإسرائيلي وأحرقه. وفي سريناغار، العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير المضطربة في شمال الهند، نظم عشرات المسلمين أمس وقفة احتجاجية ضد الاعتداء الإسرائيلي. وردد المحتجون هتافات وحملوا لافتات تندد بالممارسات الإسرائيلية، وانطلقوا من وسط المدينة، إلا أن الشرطة منعتهم من مواصلة المسيرة. وتأتي التظاهرة بعد احتجاج مماثل في العاصمة الهندية نيودلهي على الممارسات الاسرائيلية.