صوّت سكان جيبوتي أمس، لاختيار رئيس جديد لهم في انتخابات محسومة في شكل شبه مؤكد للرئيس المنتهية ولايته إسماعيل عمر غيله الذي يدير البلاد بقبضة من حديد منذ عام 1999، بسبب الانقسامات في صفوف المعارضة. وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها صباحاً وسط إقبال كبير في مدينة «جيبوتي - فيل» كون الجمعة هو يوم عطلة في البلاد. وقال جبريل وهو موظف أمني بعد أن أدلى بصوته: «المسألة محسومة. المرشحون الآخرون ليس لهم برنامج. أما غيله فله برنامج واضح جداً: مواصلة التقدم والتنمية والمرافئ. يجب أن نكمل معه». في المقابل، تحدث مرشحون معارضون عن تجاوزات مؤكدين أن ممثليهم طُردوا من عدد كبير من مكاتب الاقتراع. وقال المرشح جامع عبد الرحمن جامع (مستقل): «نطلب من الحكومة تصحيح هذا الخطأ وتنظيم انتخابات شفافة وحرة وعادلة». أما غيله الذي بدا مرتاحاً وضاحكاً، فأدلى بصوته ظهراً في مكتب الاقتراع في محافظة مدينة جيبوتي برفقة زوجته. وقال: «أنا واثق جداً. أعتقد بأن عمليات التصويت ستجري في شكل جيد». ودُعي حوالى 187 ألف ناخب، أي أقل بقليل من ربع السكان (875 ألف نسمة) للإدلاء بأصواتهم في 455 مركز اقتراع في البلاد. ولم تشهد جيبوتي، المستعمرة الفرنسية السابقة التي تؤوي قواعد عسكرية لبعض القوى الكبرى (الولاياتالمتحدة وفرنسا واليابان) بفعل موقعها الإستراتيجي بين المحيط الهندي وقناة السويس، لم تشهد سوى رئيسين منذ استقلالها في العام 1977. وخلف اسماعيل عمر غيله عام 1999 حسن غوليد أبتيدون الذي يعتبر أب الاستقلال في هذا البلد الصغير من القرن الأفريقي، بعد أن كان مديراً لمكتبه لمدة 22 سنة. ويخوض غيله (68 سنة) الانتخابات لولاية رابعة من 5 سنوات بعد أن عمد في العام 2010 الى تعديل الدستور الذي كان يحد من عدد الولايات. وهو يواجه 5 مرشحين آخرين من بينهم 3 مستقلين. وانقسمت المعارضة على نفسها في هذه الانتخابات بعد ان كانت نجحت في توحيد صفوفها خلال الانتخابات التشريعية عام 2013.