حدد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي عدداً من الأسباب تؤدي إلى إعادة الطالب المبتعث، وإنهاء برنامجه الدراسي في حال لم يتمكن من الالتزام بأنظمة البرنامج. وعلى رغم مضي خمسة أعوام على انطلاق البرنامج، وابتعاث أكثر من 60 ألف طالب، إضافة إلى نحو 140 ألفاً من أفراد أسر المبتعثين، إلا أن مؤشر الأرقام للمبتعثين العائدين يلفه الغموض. وفي الوقت الذي يؤكد فيه وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبدالله الموسى أن نسبة العائدين لتعثرهم لا تتجاوز 2 في المئة، يصر الملحق الثقافي السعودي في لندن غازي مكي على التكتم على نسبة العائدين لتعثرهم، مع تأكيده أنهم في الملحقية السعودية في بريطانيا يحاولون على الدوام منح الطالب أكثر من فرصة. ومن بين الأنظمة التي تحدد متى يُعاد الطالب «عدم حضوره إلى المعهد، في سنة دراسة اللغة، والتي تعد سنة تحضيرية للطالب قبل دخوله إلى الجامعة، إضافة إلى رسوبه أربعة فصول دراسية متتالية في الجامعة». إذاً فالأسباب مقيدة بأن «تكون ناتجة عن إهمال الطالب، وليس لظروف خارجية» كما أشار إلى ذلك مدير برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي» الدكتور ماجد الحربي، موضحاً أنه «في حال كان الطالب المتعثر أكاديمياً، وسبب التعثر هو الطالب ذاته، فيعاد وتُلغى بعثته». فيما أشار وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبدالله الموسى، إلى أن المشكلات التي تعترض المبتعثين والمبتعثات، «لا تذكر مقارنة بعددهم»، مضيفاً أن «بين 200 ألف طالب وطالبة مبتعثين مع أسرهم، لم تسجل الوزارة سوى 117 مخالفة بسيطة». وبين أن المبتعثين الذين لم يتمكنوا من إكمال دراستهم، في البرنامج «لا تتعدى نسبتهم 2 في المئة»، مضيفاً أنهم «أعيدوا من البعثات في السنوات الأربع الماضية، أي منذ بدء برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث»، مرجعاً سبب إعادتهم إلى «أسباب أكاديمية، وبخاصة تعثرهم في مواصلة دراستهم». ورأى أن النسبة تعتبر «طبيعية»، مضيفاً: «التعليمات تنص على حرمان الطالب من البعثة، إذا ثبت عدم جديته في الدراسة». وعلى رغم تشدد إدارة البرنامج، تجاه الطلاب غير الجادين، إلا أنها تمنح فرصاً أمامهم. ويشير الطالب إسماعيل إبراهيم، إلى ان كثيراً من الطلاب «استفاد من فرص ثانية، لإكمال دراسته، وبخاصة في مرحلة دراسة اللغة»، مضيفاً أن «بعض الطلاب لا يتمكنون من إتقان الإنكليزية في الفترة المحددة، وعادة لا تستغرق أكثر من عام دراسي، ما يجعلهم عرضة لإيقاف البعثة. ولكن الملحقية تمنحهم عدداً من الشهور لتدارك الأمر». وقال: «بعض الطلاب يقدمون مبررات عدة لتعثرهم، من بينها عدم تأقلمهم مع الجو الدراسي، أو عدم رضاهم عن المعهد، وبعضهم يعتبر وجوده بين عدد كبير من الطلاب السعوديين سبباً في عدم إتقانه للغة، وهنا يلجأ كثيرون من الطلاب إلى تغيير مكان دراسته، بالانتقال من ولاية إلى أخرى، أو تغيير المعهد الذي يدرس فيه».