يتساءل عدد من الساسة والإعلاميين في إسرائيل عن «صمت» رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو و«اختفائه» حيال انفلات اليمين المتطرف ضد كل من يخالف رأيه، وتحريضه العنصري على العربي وما إذا كان مرد هذا الصمت خوف نتانياهو من اللجنة المركزية في حزبه «ليكود» التي يسيطر عليها المعسكر المتطرف في مجاراته سائر أحزاب اليمين الأكثر تطرفاً، وخوفه من الشارع المتجه يميناً بتأييده الواسع للجندي القاتل. واتسعت حملة التحريض أمس على وزير الدفاع القطب في «ليكود» موشيه يعالون لعدم تأييده الجندي القاتل الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في حي تل الرميدة في مدينة الخليل المحتلة قبل أسبوعين، ورفضه أن تكون يد الجندي «سهلة على الزناد»، وتصريحه قبل يومين أنه هو المخول الوحيد إصدار تعليمات إطلاق النار وليس «رؤساء عصابات». وأثار هذا الكلام حنق أعضاء في اللجنة المركزية في «ليكود» الذين توعدوا بتصفية يعالون سياسياً داخل الحزب، مستذكرين ما حصل للوزيرين السابقين المعتدلين نسبياً دان مريدور وبيني بيغين اللذين تم استبعادهما عن المراكز الأولى في قائمة الحزب وإبعادهما عن الساحة السياسية. واستهجن إعلاميون بارزون ترك نتانياهو «ذراعه اليمنى» وحيداً في الساحة يتلقى الضربات من أعضاء حزبه. كما جاء لافتاً عدم تعقيب نتانياهو على ما كشفته الإذاعة العامة بأن أقسام الولادة في عدد من مستشفيات إسرائيل تفصل بين الوالدات العربيات واليهوديات، وعلى تصريحات النائب المستوطن من حزب «القوميين المتطرفين «البيت اليهودي» بتسالئيل سموتريش بأنه يؤيد الفصل في المستشفيات، وأن زوجته «تحتاج بعد الولادة إلى الراحة وليس إلى حفلات جماعية ومعتادة لدى أسر الوالدات العربيات»، مضيفاً أنه «من الطبيعي ألا ترغب زوجتي في النوم إلى جانب امرأة أنجبت للتوّ طفلاً ربما يرغب في قتل ابننا بعد عشرين عاماً». واعترفت زوجة سموتريش أنها رفضت أن تقوم قابلة عربية بتوليدها بداعي أن «اللحظة الأولى التي يرى فيها المولود النور هي لحظة مقدسة وطاهرة ويهودية، ولن أقبل بأن تمس المولود يدان لغير يهودي». وكتب الصحافي البارز بِن كاسبيت في صحيفة» معاريف» أن «سموتريش ليس نازياً لكنه يهودي أقرب ما يكون إلى هذا الوصف (...) فهو لا يطالب بإقامة معسكرات احتجاز وبناء غرف غاز، لكنه يتبنى إيديولوجيا عنصرية». لكن تصريح سموتريتش يلقى التأييد الواسع، وجاء لافتاً ما قاله القاضي المتقاعد أوري شترتسمان للإذاعة العامة إن موقف سموتريتش لا ينم عن عنصرية، «إنما يعكس الواقع الذي نعيشه، واقع أن العرب بمن فيهم العرب في إسرائيل يبحثون عن القضاء علينا»، مضيفاً أنه يؤيد أن لا يتاح للأعضاء العرب في الكنيست الإسرائيلي المشاركة في التصويت على «مسائل وجودية» لإسرائيل. في غضون ذلك أشار استطلاع جديد أن ثلثي الإسرائيليين يؤيدون قتل أي عربي يحمل سكينًا ويشتبه بأنه يعتزم القيام بعملية طعن، بينما أفاد 76 في المئة من المواطنين العرب أنهم يخشون على حياتهم نتيجة تفشي العنصرية. في غضون ذلك، (أ ف ب) حذر وزير الأمن العام الإسرائيلي جلعاد أردان من أن الحكومة قد تنهار إذا لم يتم توسيع الائتلاف الحكومي بزعامة نتانياهو قريباً. وتأتي تصريحات الوزير وسط شائعات بأن محادثات جرت بين نتانياهو وحزب «الاتحاد الصهيوني» المعارض لانضمام الحزب إلى الائتلاف الذي لا يمتلك حالياً سوى غالبية بمقعد واحد في البرلمان. وصرح أردان، العضو البارز في حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو: «آمل في أن يفعل حزب العمال والأحزاب الأخرى ما هو مطلوب» مشيراً إلى أن مفاوضات الميزانية التي ستجرى في الصيف ستشكل عائقاً كبيراً. وأظهر استطلاع للرأي أن الائتلاف الحالي سيفقد أغلبيته في حال إجراء انتخابات اليوم. إلا أن بعض المحللين يقولون إن التيار اليميني وأعضاء الحكومة المتدينين سيترددون في الخروج من الائتلاف، نظراً إلى أنهم يملكون حالياً سلطات كبيرة. ويضم الائتلاف حزب «البيت اليهودي» القومي المتدين، وحزب شاس اليهودي المتشدد.