أعلنت الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة «تعمل» على تجنب تكرار مأساة «اسطول الحرية». وقال الناطق باسم الخارجية فيليب كراولي ان «العالم اجمع يريد تجنب مواجهة جديدة وتكرار الاحداث المأسوية التي حصلت الاثنين»، حين قتل تسعة اشخاص في انزال نفذته القوات الاسرائيلية على سفن الاسطول. واضاف: «نحن نعمل مع الاسرائيليين، ونعمل ايضا مع السلطة الفلسطينية وباقي الشركاء الدوليين» للمواءمة بين حاجة اسرائيل الى ضمان امنها والحاجة الى زيادة المساعدات التي يتم ايصالها الى سكان القطاع. واوضح كراولي ان جاك لو المسؤول الثالث في الخارجية «بحث مطولاً» قضية السفينة «ريتشل كوري»، التي استأجرتها منظمة ارلندية وحملتها مساعدات انسانية الى قطاع غزة، مع وزير الخارجية الارلندي مايكل مارتن. وقال: «نحن نرغب في ان نرى ريتشل كوري وباقي السفن تتعاون مع السلطات الاسرائيلية لايصال المساعدات الى غزة». واضاف ان الولاياتالمتحدة تأمل في ان «يتخذ الجميع قرارات مسؤولة ويتجنب مواجهات لا لزوم لها»، الى ان يتم التوصل الى اتفاق. من جهة اخرى اعلن ديبلوماسي اميركي طلب عدم كشف اسمه ان واشنطن ترغب في «تغيير النهج» المتبع من اجل السماح بايصال كميات اكبر من المساعدات الانسانية الى القطاع المحاصر. واضاف الديبلوماسي ان هناك مصلحة «دولية» في حصول هذا التغيير، ولا سيما بالنسبة الى الولاياتالمتحدة واوروبا والشرق الاوسط، كاشفاً ان رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو قدم اول من امس اقتراحات في هذا المعنى الى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وفي كمبالا، قالت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان ان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة غير قانوني ويجب رفعه وكررت الدعوات بالتحقيق في الغارة التي شنتها اسرائيل على سفن مساعدات غزة الاسبوع الماضي. وأضافت ان «القانون الانساني الدولي يحظر تجويع المدنيين كوسيلة حرب... كما يحظر فرض عقوبة جماعية على المدنيين، وأن الحصار غير قانوني ويجب رفعه.» وتابعت أنه حتى اذا ثبت أن الحصار قانوني وفقاً للقانون الدولي فان العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قافلة المساعدات يجب تحليلها من منظور التزام اسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الانسانية الى غزة. وفي اثينا، اعلنت السلطات انها ستحقق في تعرض ناشطين يونانيين كانوا على متن «اسطول الحرية»، للضرب وسوء المعاملة من القوات الاسرائيلية بعد اقتيادهم الى اسرائيل. وقال الناطق باسم الخارجية اليونانية غريغوريس ديلافيكوراس: «ان خلية الازمة التي شكلناها ستتصل بجميع المواطنين الذين كانوا على متن الاسطول للتحقيق في هذه الاتهامات». واضاف الناطق ان «المجتمع الدولي يريد تحقيقا معمقا» في الهجوم الدموي الذي نفذته وحدات كوماندوس اسرائيلية على «اسطول الحرية». الى ذلك، اعلنت نقابة عمال المرافئ في السويد انها ستقاطع خلال نهاية الاسبوع السفن الاسرائيلية، تفريغا وتحميلا، احتجاجا على «الهجوم الاجرامي غير المسبوق على سفن مسالمة». كما ارجأت فيتنام زيارة كانت مقررة الاسبوع المقبل للرئيس شمعون بيريز بسبب «الوضع المعقد» الذي نشأ منذ الهجوم الاسرائيلي. وقال مصدر ديبلوماسي: «قررنا تأجيل زيارته (بيريز) بسبب الوضع الراهن المعقد»، موضحاً ان الزيارة التي كانت مقررة اعتباراً من 11 حزيران (يونيو) لثلاثة ايام «أرجئت الى موعد غير محدد». وفي صنعاء، ندد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ب «غطرسة» اسرائيل. ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن الرئيس اليمني قوله ان «اسرائيل معروفة بتعنتها وغطرستها وكبريائها وتحديها للارادة الدولية فهي لا تعترف بقرارات الشرعية الدولية». واضاف: «لكن هذه الغطرسة لن تستمر. فالوعي متنام والتعاطف مع معاناة ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليس عربيا او اسلاميا بل دوليا». وأكد ضرورة «الا يفهم من خطابنا السياسي اننا في العالم العربي والاسلامي ضد الديانة اليهودية بل نحن ضد الاحتلال (الاسرائيلي) ومع تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف». ودعت منظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد اجتماع وزاري للجنتها التنفيذية اليوم لبحث الهجوم الدامي الذي شنه الجيش الاسرائيلي الاثنين على «اسطول الحرية» الذي كان في طريقه الى قطاع غزة. وقالت المنظمة في بيان ان الاجتماع الذي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية في مدينة جدة غرب السعودية، سيبحث في «تداعيات الهجوم الدامي». وأضاف ان اللجنة التنفيذية تضم ثمانية اعضاء هم: ماليزيا والسنغال ومصر وسورية وطاجيكستان وكازاخستان والسعودية وفلسطين، لافتاً الى ان الاجتماع مفتوح امام بقية اعضاء المنظمة، علماً ان منظمة المؤتمر الاسلامي تضم 57 عضواً ومقرها مدينة جدة على البحر الاحمر. من جانبه أرسل الاردن امس قافلة مساعدات تضم ست شاحنات محملة بالاجهزة الطبية والمواد التموينية الى قطاع غزة الذي تفرض عليه اسرائيل حصاراً مطبقاً منذ عام 2007. وافادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا): «سيّرت الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية اليوم (السبت) قافلة تتكون من 6 شاحنات محملة بالاجهزة الطبية والمواد التموينية الى قطاع غزة». واوضحت ان «القافلة غادرت عبر جسر الملك حسين (50 كيلومتراً غرب عمان) وستصل الاراضي الفلسطينية صباح الاحد». ونقلت عن الامير راشد بن الحسن قوله خلال وداعه القافلة: «انها تحمل مواد طبية الى المستشفى الميداني الاردني في قطاع غزة، والذي يعد نموذجاً مصغراً للمدينة الطبية حيث تجري العمليات الكبرى والصغرى، اضافة الى تدريب الكوادر الطبية في القطاع». من جهته، اكد مدير دائرة طب المهمات الخاصة والانسانية في الخدمات الطبية الملكية الطبيب محمد المحيسن ان «المستشفى الميداني الاردني في غزة اجرى اكثر من 14 الف عملية، منها 10 آلاف عملية كبرى، واستقبل لغاية الآن ما يزيد عن مليون مراجع»، مشيراً الى ان «المستشفى يعمل على مدار 24 ساعة».