صادق المؤتمر العام الثالث لحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» امس على تقرير قدمه زعيمه الرئيس جلال طالباني تضمن مقترحات لإصلاح النظام الداخلي للحزب من بين 17 تقريراً للإصلاح يعتزم المؤتمر اقرارها في غضون الأيام الثلاثة المقبلة. وكشف مصدر في «الاتحاد الوطني» عن وجود اجماع «لتوحيد صفوف الحزب وانتخاب كوادر قيادية شابة» فيما اكد قيادي في الاتحاد ان طالباني لا يواجه منافسة على رئاسة الحزب. وكان مؤتمر «الاتحاد» بدأ اعماله مطلع الشهر الجاري بحضور طالباني وأكثر من 1600 من كوادر الحزب وبمشاركة عشرات من الشخصيات السياسية من داخل العراق وخارجه بينهم 13 وفداً من دول العالم وصلوا إلى السليمانية لحضور المؤتمر. ووصفت القيادية في حزب «الاتحاد الكردستاني» تانيا طلعت المؤتمر بانه «ناجح جداً وساهم في تقريب وجهات نظر كل الأطراف». وقالت طلعت ل»الحياة» ان «المؤتمر سيختتم اعماله بعد ثلاثة ايام او اربعة بعدما يصادق على تقارير لجانه وأهمها تقرير الأمين العام للحزب وتقرير لجنة الانتخابات بعدما ساعدت اجتماعات الأيام الماضية في توحيد صفوف الحزب». وكان حزب طالباني تعرض الى موجة انشقاقات في السنوات الأربع الماضية كان آخرها استقالة نائب الأمين العام للحزب كوسرت رسول وأربعة من أعضاء المكتب السياسي إثر خلافات داخلية عميقة سبقها انشقاق الرجل الثاني في الحزب نيشروان مصطفى الذي اسس لاحقاً «حركة التغيير». وكشفت تانيا طلعت عن وجود «اجماع على ضرورة تقديم قيادات جديدة شابة من الرجال والنساء بدلاً من القيادات الحالية لتجديد الدماء والتأسيس لمرحلة جديدة». وقالت «سيُعلن المؤتمر نظاماً داخلياً جديداً كخطوة مهمة في طريق الإصلاحات الديموقرطية». وأكد القيادي في الحزب ستران عبد الله إن باب الترشح لرئاسة «الاتحاد الوطني» مفتوح للجميع كمنافسين للأمين العام لكن وجود جلال طالباني أصبح صفة في الاتحاد ويصعب أن يأتي أحد يحمل المواصفات ذاتها التي يتمتع بها في الاتحاد». وقال «هناك خطوات كثيرة لم تنجز بعد داخل الاتحاد، ولايستطيع أحد غير طالباني إنجازها». وأشارت معلومات داخلية الى ان منصب الأمين العام للحزب، الذي رشح اليه طالباني، لم يشهد منافسة من شخصيات أخرى. وكان أكثر من 450 من الكوادر القيادية بالحزب قاموا بملء الاستمارة الخاصة بالترشح للجنة القيادية بينهم الأمين العام للحزب جلال الطالباني على ان ينتخب المؤتمر ايضاً مجلساً حزبياً سيكون بمثابة برلمان للحزب مؤلف من 120 عضواً نسبة النساء فيه 20 في المئة. وتأسس الاتحاد الوطني الكردستاني في 1 حزيران (يونيو) 1975 كرد فعل لانهيار الحركة الكردية بزعامة مصطفى بارزاني وحزبه (الديموقراطي الكردستاني) عقب توقيع اتفاقية الجزائر بين الحكومة العراقية وإيران التي كانت تدعم الحركات المسلحة الكردية الأمر الذي ادى إلى انهيار كامل لها وانتهى المطاف ببارزاني إلى الولاياتالمتحدة حيث توفي فيها عام 1979. الى ذلك قال المتحدث باسم قوات البشمركة جبار ياور امس ان قوة ايرانية توغلت بعمق كيلومترين في اقليم كردستان، للمرة الثانية في غضون ايام. وأكد ياور، ان «قوة ايرانية توغلت منذ يومين بعمق كيلومترين وعرض ثلاثة كيلومترات داخل الأراضي العراقية في منطقة حاج عمران» حيث يقع اكبر معبر حدودي بين اقليم كردستان وإيران. وأوضح ان «اكثر من ثلاثين جندياً ايرانياً توغلوا حاملين معهم اسلحة ثقيلة، في منطقة بردوناز الواقعة في منطقة حاج عمران» التابعة لمحافظة اربيل. وكانت قوة ايرانية توغلت في منطقة مجاورة قبل اربعة ايام لكنها انسحبت. وأكد المتحدث ان «حكومة الإقليم اتصلت بممثلها في طهران لإبلاغ الجانب الإيراني معارضتها هذا التدخل». وكانت وزارة الخارجية العراقية استدعت الإثنين الماضي سفيري ايران وتركيا على انفراد لتسليمهما مذكرة احتجاج تؤكد «قلقها البالغ لما تقوم به الدولتان من قصف جوي ومدفعي لمناطق حدودية في اقليم كردستان».