ما أن قرر قضاة المحكمة الجزئية في محافظة جدة نظر دعوى طالب في مرحلة «الماجستير» ضد أستاذ دراسات عليا في الثالث من شهر رجب المقبل حتى علا صوتا المتخاصمين وكل منهما ينحي باللائمة على الآخر، ويكيل الاتهامات!. من جانبه، اتهم أستاذ الدراسات العليا (فضل عدم نشر اسمه) طالب الماجستير بتشويه الحقائق، «طمعاً في تغطية فشله الدراسي، وغيابه المتكرر عن المحاضرات، وتخلفه عن تسليم المشروع المطلوب منه». وقال ل «الحياة» في أول رد فعل حول القضية: «أهانني الطالب أمام زملائه كافة، قبل أن يتجه بعدها بثلاثة أيام فقط إلى الدور العدلية في البلاد ليقاضيني»، مشيراً إلى أن إدارة الجامعة سجلت «الواقعة» في محضر إثبات. وتابع الأكاديمي: «فاجأني الطالب بصبه جام غضبه عليّ بعد عرض نتائج الاختبار النصفي الذي نال فيه درجات متدنية، إذ وجه لي إهانات عدة، وزعم أني لا أفقه شيئاً في اللغة الإنكليزية وأجهل كيفية الإجابة عن أسئلة الاختبار التي وضعتها. لم يقف الأمر عند هذا الحد إطلاقاً، خصوصاً وقد اتسمت لغته بالتحدي، إذ تحداني بتهكم أمام مرأى ومسمع زملائه كافة أن أكتب معلومات تخصص المقرر وإجابات أسئلة الاختبار على السبورة، كما تنكر لكل ما علمته وزعم أنه لم يتعلم مني شيئاً، ونعتني بأني لا أملك معايير واضحة في تقييم الدرجات». وذهب أستاذ الدراسات العليا في جامعة الملك عبدالعزيز إلى أن شاكيه (الطالب) رفع الدعوى طامعاً في قلب الحقائق، وتشويه صورة أستاذ المادة، والتهرب من المسؤولية والاعتراف بالتقصير، وأردف: «كثيرة هي السلبيات المرصودة على الطالب، إذ إنه يعاني من ضعف لغوي عام في اللغة الإنكليزية، ولا يستطيع كتابة جملة واحدة صحيحة، كما أنه لم يبدِ أي جهد في دراسة المادة، إضافة إلى أنه ما فتئ يخلق الأعذار الواهية للمماطلة في تقديم المشروع المكلف بتقديمه ضمن أعمال السنة، إذ لم يقم بإلقاء المحاضرة التي من المفترض أن يلقيها قبل موعد إعلان نتائج الاختبار النصفي بأسبوعين»!. وأوضح الأكاديمي أن المعايير المتبعة في تقييم الطالب في دراسته للمادة العلمية التي يدرسها هي ذاتها معايير جامعة الملك عبدالعزيز، «تتلخص تلك المعايير أن يحصل الطالب على 20 درجة للاختبار النصفي و40 درجة للاختبار النهائي و40 درجة لإنجاز المشروع التعليمي في المادة العلمية التي يدرسها». ويرى أستاذ الدراسات العليا أن شكوى الطالب هي محاولة منه للتهرب من تحمل المسؤولية والاعتراف بتقصيره، خصوصاً أن معدل تغيبه عن المحاضرات في المادة تجاوز الحد المسموح به، «لا بد للجامعة من الوقوف عند هذا السلوك الشاذ من قبل بعض الطلاب ومعرفة أسبابه ووضع حلول مناسبة لتحجيمه واحتوائه بما يضمن للأستاذ الجامعي هيبته، لا سيما في ظل وجود نماذج سيئة للطلاب الجامعيين الذين يفتقرون للحماس المطلوب لتجاوز هذه المرحلة، إضافة إلى ممارستهم سلوكيات تربوية سيئة». وكانت المحكمة الجزئية في محافظة جدة وجهت خطاب استدعاء إلى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة لإحضار «أكاديمي» أستاذ دراسات عليا تلفظ على «المدعي» وهو طالب يحضر لنيل درجة «الماجستير» ووصفه ب «قليل الأدب». وجاء الخطاب الموجه لإحضار «الأكاديمي» للمحاكمة بشأن الدعوى التي قدمها الطالب الذي طالب فيها بحقه وتعزيره أمام طلاب الجامعة وفي نفس الموقع ليكون عبرة لغيره من زملائه. وبحسب مصدر ل «الحياة» فإن «الأكاديمي» تطاول على الطالب الذي يحضِر لنيل شهادة «الماجستير» وتوجّه إليه بالشتم والسباب ووصفه بألفاظ نابية وتهديده بالرسوب والحرمان من الدرجة العلمية التي يسعى لنيلها «الماجستير» وترديده عبارة «أدخل أصبعي في عينك» أمام طلاب المادة التي درسها «الأكاديمي»، وذلك بعد مناقشته في طبيعة المادة التي يدرسها وطريقة تدريسها وأساليب تقويم الطالب. وذكر الطالب (فضل عدم ذكر اسمه) في دعواه القضائية أنه يملك وثائق تدين أستاذ الدراسات العليا أبرزها تسجيل صوتي للشتائم التي وجهها إليه أثناء إحدى المحاضرات الدراسية للمقرر الدراسي في «مرحلة» الماجستير. وأوضح أنه ذهب إلى عميد الكلية في الجامعة وقدم شكوى ضد «الأكاديمي» لكنه طالبه بالصلح، خصوصاً أنه على وشك «التقاعد» من الخدمة في عمادة الدراسات العليا، ما دفعه إلى رفع الدعوى للقضاء لتأخذ العدالة مجراها.