خفّضت تركيا مستوى علاقاتها مع إسرائيل، في وقت أعلن رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان ان حركة «حماس» ليست مجموعة إرهابية وانتقد حكومة بنيامين نتانياهو ووصفها بانها «طاغية»، فيما ردد نحو عشرة آلاف متظاهر في اسطنبول شعارات مؤيدة ل «حماس» احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي الدامي على «أسطول الحرية» الذي كان متوجهاً الى قطاع غزة. بموازاة ذلك، تواصل السفينة الإيرلندية «ريتشل كوري» طريقها إلى قطاع غزة على أمل وصوله اليوم، فيما تتواصل الإتصالات بين إسرائيل وإيرلندا لمنع وقوع مواجهة كتلك التي وقعت مع «أسطول الحرية» وأسفرت عن سقوط 9 ضحايا. وأعلنت حملة التضامن «ايرلندا - فلسطين» ان سفينة «ريتشل كوري» التي فُقد الاتصال معها لفترة «تواصل طريقها الى قطاع غزة» محملة بالمساعدات الانسانية. واضافت في بيان ان «جيني غراهام، وهي من ركاب السفينة، اعلنت هذا الصباح (الجمعة) في اتصال هاتفي عبر الاقمار الاصطناعية ان السفينة على بعد نحو 150 ميلا من غزة، وانها تتقدم بسرعة، وتأمل في الوصول الى غزة صباح السبت». وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية نقلت عن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو قوله لحكومته اول من امس: «لن نسمح للسفينة بدخول غزة، لا الآن ولا لاحقا، وسنقوم بتوجيهها الى ميناء اسدود ونقل حمولتها الى القطاع بعد تفتيش أمني». وأضافت مصادر سياسية ان اتصالات مع مرسلي السفينة تتواصل من اجل منع وقوع مواجهة، موضحة ان ثمة انطباعاً بأن ركاب السفينة ليسوا معنيين بمواجهة عنيفة مع الاسرائيليين، وان نتانياهو أمر قواته بالتحلي ب «الحذر والكياسة». في هذه الاثناء، أعلنت قوات الأمن الاسرائيلية حال تأهب في صفوفها تحسباً لوقوع اعمال عنف عقب صلاة الجمعة، كما وضعت قيوداً على وصول المصلين الى المسجد الاقصى. تزامن ذلك مع قرار للشرطة الاسرائيلية بطرد اربعة نواب مقدسيين من «حماس»، ومصادرة بطاقات هوياتهم وتسلميهم اوامر بالترحيل «من الدولة» في غضون شهر. والنواب الاربعة هم محمد أبو طير، ومحمد طوطح، وخالد ابو عرفة، وأحمد عطون. ويأتي التصعيد الاسرائيلي ضد أعضاء «حماس» في القدس في وقت دافع فيه اردوغان عن الحركة التي رفض اعتبارها ارهابية، وقال في تصريحات تلفزيونية من قونيا وسط تركيا: «ان لدى حماس مقاومين يناضلون دفاعاً عن أرضهم، لقد فازوا بالانتخابات». وتابع: «سبق وقلت للمسؤولين الاميركيين ... أنا لا أعتبر حماس منظمة إرهابية، وما زلت أقول الشيء نفسه اليوم. إنهم يدافعون عن أرضهم». وانتقد القوى الغربية الكبرى التي قال انها ترفض منح «حماس» فرصة للانضمام الى عملية ديموقراطية، وقال وسط تصفيق انصاره: «لماذا لا تمنحوها فرصة؟ اتركوها تخوض نضالا ديموقراطيا». واضاف ان «مشكلتنا ليست مع الاسرائيليين او الشعب اليهودي. ان مشكلتنا مع حكومة اسرائيلية طاغية تمارس ارهاب دولة»، متهماً اياها بأنها «منافقة» و«تهذي» و«تكذب». وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينش امس ان الحكومة التركية ستخفض علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع اسرائيل، لكن التعاون الثنائي لن يجمد بالكامل. وقال لشبكة «ان. تي. في» التلفزيونية ان أنقرة «ستخفض العلاقات في هذه المجالات الى أدنى مستوى، ما دام هذا التعاون قائما... سواء دفعت (إسرائيل) المتوجب عليها ام لا»، مؤكدا ان بلاده جمدت جميع مشاريع الطاقة المستقبلية مع اسرائيل من اجل زيادة الضغط عليها واجبارها على رفع الحصار عن غزة وكرد على ما قامت به، مضيفا ان اسرائيل خسرت روسيا، ولم يبق لها سوى تركيا متنفساً في المنطقة. وكان نحو 10 آلاف شخص تجمعوا في باحة مسجد بايزيد الكبير لدى خروجهم من صلاة الجمعة للاحتجاج على الهجوم الدامي على السفينة التركية. كما تواصلت التظاهرات في شوارع عمان ومدن مصرية وهندية، وفي باريس وفيينا.