تقترب سفينة شحن من غزة بعد اربعة ايام على الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول كان في طريقه الى سواحل القطاع, في حين وضعت قوات الامن الاسرائيلية في حالة تأهب خشية وقوع اعمال عنف اثناء تظاهرات احتجاجية ينظمها الفلسطينيون وعرب اسرائيل بعد صلاة الجمعة. والاثناء, اعلنت حملة التضامن ايرلندا - فلسطين ان سفينة الشحن الايرلندية "ريتشل كوري" التي فقدت الاتصالات معها لفترة "تواصل طريقها الجمعة الى قطاع غزة" حاملة مساعدات انسانية, موضحة انها نجحت في الاتصال بالركاب صباحا. وقالت الحركة في بيان ان "ريتشل كوري تواصل طريقها الى غزة", مؤكدة انها تمكنت قبل الظهر من الاتصال بركاب السفينة التي تحمل اسم ناشطة اميركية قتلتها جرافة اسرائيلية في رفح بقطاع غزة في اذار/مارس 2003 فيما كانت تحاول منع هدم منازل فلسطينيين. وقال البيان ان "جيني غراهام وهي من ركاب السفينة اعلنت هذا الصباح في اتصال هاتفي عبر الاقمار الصناعية: "نحن على بعد نحو 150 ميلا من غزة ونتقدم بسرعة ونامل في الوصول الى غزة صباح السبت". وفي قبرص, قالت المتحدثة باسم حركة غزة الحرة ماري هيوز تومسون ان السفينة قادرة بسرعتها الحالية ان تصل غزة مساء, لكنها ستنتظر يوم السبت لانهاء طريقها "لان الرسو ليلا يشكل خطرا كبيرا". والسفينة التي تنقل 15 شخصا من الجنسيتين الايرلندية والماليزية, وبينهم حائز جائزة نوبل للسلام ومسؤول سابق في الاممالمتحدة اضافة الى الف طن من المساعدات بحسب المنظمين, كان يفترض ان تكون جزءا من الاسطول الذي تعرض للهجوم الاسرائيلي الاثنين. وفي غزة, طالب اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة الجمعة بمواصلة تسيير قوافل لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة معتبرا ان الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية الذي ينقل مساعدات انسانية ينذر بنهاية الحصار الاسرائيلي. وقال هنية القيادي البارز في حركة حماس في خطبة صلاة الجمعة في المسجد "العمري" الكبير وسط مدينة غزة "لتستمر هذه القوافل وليكسر الحصار". وادى المصلون في الجامع العمري ومساجد مختلفة في قطاع غزة الصلاة على ارواح المتضامنين التسعة الذين قتلوا في الهجوم الاسرائيلي على سفن اسطول الحرية. واسفر الهجوم عن تسعة قتلى هم ثمانية اتراك واميركي من اصل تركي. وميدانيا شارك الاف الفلسطينيين في تظاهرات في غزة تضامنا مع القتلى واحتجاجا على منع السفن من الوصول لغزة. ونظمت حركة حماس تظاهرة في مخيم النصيرات وسط القطاع رفع فيها المتظاهرون اعلاما فلسطينة وتركية ورددوا هتافات تدعو لكسر الحصار. كما نظمت حركة الجهاد الاسلامي تظاهرة مماثلة في خان يونس في جنوب قطاع غزة احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية ودعا المتظاهرون الى ارسال المزيد من القوافل لكسر الحصار الاسرائيلي. ورفع المتظاهرون صورا لاردوغان ولعدد من ضحايا الهجوم الاسرائيلي. وكما في كل يوم تعبئة فلسطينية بعد صلاة الجمعة, وضعت الشرطة الاسرائيلية في حال التاهب ومنعت المسلمين الذين تقل اعمارهم عن الاربعين من الدخول الى باحة المسجد الاقصى. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد لفرانس برس "وضعت قواتنا في حال التاهب في جميع انحاء البلاد وبصورة خاصة في القدس". واوضح "نشر مئات من عناصر الشرطة لهذا الغرض في البلدة القديمة" بالقدس. واعلنت تركيا انها ستخفض علاقاتها الاقتصادية والصناعية مع اسرائيل. وقد اعادت جوا ثلاثة من رعاياها اصيبوا في الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية, وبقي اثنان اعتبر نقلهما متعذرا. كذلك تظاهر حوالى عشرة الاف شخص الجمعة في اسطنبول احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول المساعدات, مرددين شعارات مؤيدة لحركة حماس, على ما افاد مصور في وكالة فرانس برس. وتجمع المتظاهرون في باحة مسجد بايزيد الكبير لدى خروجهم من صلاة الجمعة وخلال تشييع الصحافي جودت كيليجلار الذي قتل في الهجوم الاسرائيلي على اسطول المساعدات الاثنين. وردد المتظاهرون "فلتسقط اسرائيل!" و"اخرجوا من فلسطين" و"تحيا الانتفاضة الشاملة". من جهته, دعا البابا بنديكتوس السادس عشر الجمعة الى عدم فقدان الامل بالسلام بعد الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية, وذلك في تصريح ادلى به خلال الرحلة بالطائرة من ايطاليا الى قبرص. وقال البابا ردا على اسئلة الصحافيين "خلال كل المراحل التي نعيشها, يبقى هناك دائما خطر نفاد الصبر والقول "لا اريد ان اسعى بعد اليوم الى السلام"". وتابع البابا "بعد كل حادثة عنف يجب عدم فقدان الامل والشجاعة بل الاستمرار مع التأكيد بان هناك دائما امكانية للمضي قدما والتوصل الى السلام". ومن المقرر تنظيم تجمعات في جميع انحاء الضفة الغربية, على ان تضم التظاهرة الاسبوعية التي تنظم في بلدة بلعين احتجاجا على الجدار الامني الاسرائيلي, نسخة عن سفينة طولها خمسة امتار منصوبة على سيارة. ودعت السلطة الفلسطينية الجمعة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اتخاذ "اجراء سريع وحاسم" لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لجميع الاراضي العربية المحتلة منذ الرابع من حزيران عام 1967. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه "نوجه دعوة الى الرئيس الامريكي اوباما لاتخاذ اجراء سريع وحاسم لانهاء الاحتلال في جميع الاراضي العربية وبدء عهد جديد من السلام والتعاون والرخاء في جميع انحاء الشرق". واضاف عريقات في البيان الذي يتزامن مع الذكرى الثالثة والاربعين للاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية اليوم الجمعة "بعد 43 عاما من الاحتلال يبدو ان اسرائيل اختارت الفصل العنصري على السلام". وقال "ان الاستيطان الاسرائيلي يدمر اي امل في التوصل الى حل الدولتين وان استمرار الاستفزازات والتمييز المنهجي ضد الفلسطينيين دلالة على عدم احترام اسرائيل المستمر للقانون الدولي وحقوق الانسان وزعزعة الاستقرار في المنطقة". ___________ * سليم صاحب الطابع