بعد الاستحسان الذي لاقته عن دور موزيتا في أوبرا «بوهيميا» العام الماضي، عادت السوبرانو الاميركية - العربية حنان العطار الى دار الاوبرا الانكليزية الوطنية (اينو) في لندن، لتقدم هذه المرة دور «ليلى» في أوبرا «صيادو اللؤلؤ» للموسيقي الفرنسي جورج بيزيه، التي بدأ عرضها أخيراً. و «ليلى» بيزيه، ليست عربية كما يوحي اسمها، بل هي ناسكة هندوسية وقعت رهينة مثلث حب محفوف بالعقبات، مع الصيادين نادر وزورغا، يؤدي دور الاول المغني الاوبرالي البريطاني الفي بو الحائز جائزة «توني اوورد»، فيما يتشاطر كوين كيلسي ورولان وود دور زورغا. أما فردي تونغ، فيجسد شخصية نور آباد. أما المخرجة بيني وولكوك، فسبق أن قدمت عملاً لاقى استحساناً في اوبرا ميتروبوليتان في نيويورك حمل اسم الدكتور نووي (دكتور اتوميك) لجون ادامز. قائد الاوركسترا ماكدونالدز ترك انطباعاً جيداً في النفوس حين قاد العام الماضي اوركسترا «حلاق اشبيليا» لروسيني في دار الاوبرا الانكليزية الوطنية. وقوع الناسكة رهينة مثلث حب مع الصيادين وتدخل الطبيعة لمعاقبة البلدة، استلزم وضع الاوبرا في سياقها المعاصر، ما جعل المخرجة بيني وولكوك تبني العمل هذا على التغيرات المناخية الراهنة. تقول حنان: «انه عمل خشن، فهذه الاوبرا تنفذ عادة بطريقة مبسطة ووردية، لكن الانتاج الحالي ليس كذلك، فهو اكثر عصرية، ويتناول اشياء من عالم اليوم، حيث الكوارث الطبيعية المخيفة... لدينا الكثير لربطه بالقصة». واوبرا «صيادو اللؤلؤ» التي قدمت للمرة الاولى في 30 ايلول (سبتمبر) 1863 على مسرح ليريك - دو - شاتليه في باريس، شهيرة لتلونها الموسيقي. وكون صوت العطار طيّعاً وقادراً على استيعاب النغمات المختلفة، جعل السوبرانو الشابة قادرة على استكشاف طبقات مختلفة، من الكلاسيكي الى المعاصر. والعمل هو الثاني لبيزيه تؤديه العطار، وقد انتهت اخيراً من لعب دور ميكاييلا في اوبرا كارمن التي عرضت في نيويورك. وليس غريباً اختيار العطار العربية الاصل دوراً شرقياً، وان كان بعيداً من ثقافتها. فقد بنت السوبرانو العربية الأولى في تاريخ الأوبرا، شخصيتها الغنائية مستفيدة من تراكمات وخبرات في الولاياتالمتحدة وخارجها. وهي ظهرت في دور اوبرا لوس انجليس وبرلين شتتسوبر، نيويورك سيتي ولينكولن سنتر - نيويورك، وعملت مع شخصيات منها بلاسيدو دومينغو وجيمس كونلون وميغيل هارث - بيدويا. بعد ادائها أوبرا «مانون» في برلين شتتسوبر، دعيت حنان من قبل دانيال بيرينبويم للمشاركة في مهرجان سالزبورغ الذي احتفل بأوركسترا الغرب - الشرق، وهي اوركسترا تضم موسيقيين فلسطينيين واسرائيليين في عمل يشجع على السلام. وعن تزامن ذلك مع المآسي في وطنيها العراق (الذي يتحدر منه والدها) وفلسطين (الذي تنتمي اليه امها)، تقول: «من المؤسف أن يكون الناس ما زالوا قادرين على الكره».