واشنطن - «نشرة واشنطن» - قال الأخصائي الزراعي المولود في الكاميرون نامانغا نغونغي، إن ثورة خضراء ثانية بدأت تترسّخ في أفريقيا، وأن للأمر أهمية لأن الزراعة تُشكِّل العمل الأكبر الذي يقوم به القطاع الخاص في أفريقيا كما تستطيع أن تغذي النمو والتطور الاقتصادي عبر القارة. وفي حديثه خلال حلقة دراسية حول الزراعة العالمية والأمن الغذائي عقدت في واشنطن، قال نغونغي وهو يشغل منصب رئيس التحالف في سبيل ثورة خضراء في أفريقيا، إن على المزارعين الأفريقيين أن يتبعوا مقاربة القطاع الخاص والعمل التعاوني تجاه مهنتهم، وأن يعملوا مع منظمات غير حكومية، وحكومات، ومصارف لمساعدتهم في حل مشاكلهم، التي تشمل في كثير من الأحيان ندرة الحصول على القروض. وأضاف نغونغي: «نعرف جميعنا كيف أن المصارف تتجنب المجازفات التي ينطوي عليها الإقراض للزراعة». وأشار إلى أن التسليفات التجارية المتوافرة للزراعة في أفريقيا لا تتناسب مع أهمية الزراعة في الاقتصاد. «ففي أفريقيا تمنح نسبة بين 2 و3 في المئة من التسليفات التجارية إلى الزراعة، التي ينخرط فيها ما بين 70 و75 في المئة من مجموع السكان، وتولّد نحو 40 في المئة تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي في معظم البلدان، وتساهم أيضاً بنسبة 50-60 في المئة من عائدات التصدير في معظم هذه البلدان». وعرض كيف تشاركت منظمته مع مصرف «ناشيونال مايكرو فاينانس» في تنزانيا، ومصرف «إيكويتي» في كينيا، ومصرف «ستاندارد» في موزامبيق، وتنزانيا، وأوغندا، وغانا لجمع ملايين الدولارات من التمويلات التي يمكن زيادتها كقروض من تلك المصارف بهدف مساعدة المزارعين. وأوضح أن البرنامج أوجد طريقة جديدة في التفكير والقيام بالأعمال من جانب المصارف المشاركة، وأن الخدمات المصرفية عبر الهاتف ساعدت في تمهيد الطريق أمام التقدم. ما «خفّض كلفة معاملات القروض. واستطاعت أيضاً أن تخفض معدلات الفائدة من 18 إلى 12 في المئة». وتحدّث نغونغي عن شركات أفريقية صغيرة تطور بذوراً تعطي غلة عالية وتحدث فرقاً. وتدعم منظمته 32 شركة أفريقية لإنتاج البذور تنتج حالياً 15 ألف طن من البذور سنوياً. وتطرق نغونغي إلى استعمال الأسمدة فقال، إن المزارعين الأفارقة يستعملون معدل 9 كيلوغرامات من الأسمدة لكل هكتار، في حين أن المزارعين في الولاياتالمتحدة يستعملون ما بين 100 و150 كيلوغراماً، وفي الصين 300 كيلوغرام. وقال، يستطيع المزارعون الأفريقيون من خلال تكنولوجيا «الجرعات الصغيرة» استعمال 20 و30 في المئة مما يستعمله مزارعون آخرون عبر العالم ويحصدون غلالاً مماثلة، نظراً إلى خصوبة التربة وهطول الأمطار الغزيرة. وقال الاختصاصي الزراعي إن ما يحتاج إليه المزارعون الأفريقيون عاجلاً وجود أسواق عاملة حيث يمكن شراء محاصيلهم وبيعها من خلال قطاع خاص وأسعار سوق معقولة وواقعية. ولتوضيح هذه النقطة، قال إن أوغندا هي ثاني أكبر بلد منتج للموز في العالم لكنها تحتل المركز 75 على لائحة المصدرين التجاريين للموز نسبة إلى كمية الموز التي تصدره، نظراً إلى عدم تمكنها من تخزينه وحفظه. فلا يمكن للمزارعين معالجته ولا نقله، ولا يمكنهم توضيبه، ولا زيادة قيمة مضافة إليه». وخلص الأخصائي الزراعي إلى أن على الحكومات الأفريقية خلق الظروف التي تسمح بازدهار الزراعة لأنها تعزز النمو والتطور الاقتصادي عبر القارة، وتؤمن الغذاء لشعوبها.