أسهمت الارتفاعات الأخيرة في أسعار أسهم الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية في جذب المتعاملين إليها، وزيادة الطلب عليها، وارتفاع معدلات السيولة المتداولة إلى أكثر من 10 بلايين ريال، فيما أدى الصعود التدريجي في الأسعار إلى تخطي مؤشر السوق حاجز ال 6 آلاف نقطة، الذي غادره منذ 6 أشهر، وهي تعد فترة طويلة بالنظر إلى قفزات المؤشر قبل انهيار الأسعار مطلع 2006، إذ تأثرت أسعار الأسهم خلال تلك الفترة بعوامل داخلية، منها تناقص السيولة، وتراجع الطلب على الأسهم، وتراجع أداء الشركات، فيما تمثلت العوامل الخارجية في تراجع أسعار النفط، والأزمة المالية العالمية، التي هوت بالبورصات العالمية منذ مطلع الربع الأخير من العام الماضي. وجاء ارتفاع المؤشر أمس بعد صعود 4 جلسات متتالية منذ نهاية جلسة الاثنين الماضي، لتبلغ مكاسب المؤشر خلالها 393 نقطة، نسبتها 7 في المئة، فيما استهل المؤشر تعاملات أمس على ارتفاع يضاف إلى ارتفاعات أيام السبت، التي امتدت الى 9 أسابيع متتالية، وانهى المؤشر جلسة أمس عند مستوى 6019.69 نقطة، في مقابل 5802.14 نقطة ليوم الأربعاء الماضي، بزيادة مقدارها 217.55 نقطة، نسبتها 3.75 في المئة، لترتفع مكاسب المؤشر منذ مطلع السنة إلى 25 في المئة، تعادل 1217 نقطة. وعلى رغم موجة صعود الاسعار التي طاولت السوق، إلا أن 19 شركة سجلت تراجعاً في أسعارها، منها 11 شركة من قطاع التأمين، بينما صعدت أسهم 103 شركات، من أصل 126 شركة جرى تداول أسهمها أمس، فيما استقرت أسهم 4 شركات، لتواصل القيمة السوقية ارتفاعها عند الإغلاق إلى 1.147 تريليون ريال، بزيادة مقدارها 45 بليون ريال، نسبتها 4 في المئة. واستفادت السوق المالية من تحسن الأسعار، وجاذبية الأسهم للمتعاملين، لترتفع معدلات الأداء، إذ صعدت قيمة الأسهم المتداولة أمس إلى 10.49 بليون ريال، بزيادة 1.03 بليون ريال، نسبتها 11 في المئة، فيما ارتفعت الكمية المتداولة 45 في المئة إلى 546 مليون سهم، في مقابل 375 مليون سهم في الجلسة السابقة، وصعد عدد الصفقات المنفذة إلى 213 ألف صفقة، بنسبة صعود 3 في المئة، ونتيجة لزيادة المضاربات، صعد متوسط حجم الصفقة 42 في المئة إلى 2364 سهماً. وطاول الصعود مؤشرات 14 قطاعاً من السوق، بينما خالف مؤشر «التأمين» اتجاه السوق الصاعد، بعد تعرض أسهم شركاته لضغوط البيع، لجني الارباح الناتجة من ارتفاع أسعارها في الفترة الأخيرة، وخسر مؤشر «التأمين» 0.77 في المئة، فيما سجل مؤشر «الصناعات البتروكيماوية» اكبر زيادة، نسبتها 8.46 في المئة، بعد ارتفاع أسعار كل شركات القطاع، تلاه مؤشر «الاستثمار الصناعي»، بنسبة 5.3 في المئة، وبلغت مكاسب قطاع «المصارف» 2.84 في المئة، وقطاع «الاتصالات» 2.2 في المئة. أما أبرز الأسهم في تعاملات أمس، فكان سهم «سابك» الذي رفع مساهمته في القيمة السوق إلى 17 في المئة، إذ بلغت قيمة أسهمه 196.5 بليون ريال، بعد ارتفاع سعره إلى 65.50 ريال، بزيادة 5.75 ريال، نسبتها 9.62 في المئة، تمثل إضافة 54 نقطة للمؤشر، فيما سجل سهم «حائل الزراعية» اكبر زيادة، نسبتها 10 في المئة إلى 28.60 ريال، بعد توصل «حائل الزراعية» إلى اتفاق مع شركة المراعي.