بعد انتظار دام 27 عاماً عاد منتخب هندوراس للمشاركة في نهائيات كأس العالم، إذ تأهل للمرة الثانية في تاريخه وحجز مقعده بجدارة إلى جنوب أفريقيا، ويحمل الفريق على عاتقه آمال وطموحات عريضة خلال مشاركته الثانية بالمونديال بعد أن عانى عشاقه في هذا البلد الواقع بأميركا الوسطى كثيراً من الإخفاقات على مدار نحو ثلاثة عقود من الزمان، وضاعفت الأزمة السياسية الكبيرة والانقلاب العسكري والعزلة الدولية التي عانت منها هندوراس هذا العام من الضغوط الواقعة على اللاعبين، ولكنهم تخلصوا منها بتأهلهم إلى النهائيات التي تستضيفها جنوب أفريقيا عن طريق التأهل المباشر ومن دون اللجوء للدور الفاصل، إذ جاء على غير المتوقع تقريباً في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وكان بمثابة هدية للشعب المعاني. وحجزت هندوراس مقعدها في المونديال الأفريقي من خلال الهدف الذي سجلته في شباك ضيفها الكوستاريكي في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع من مباراتهما بالجولة الأخيرة من تصفيات اتحاد منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) ومع تأهل منتخب هندوراس للنهائيات اندفع آلاف من المشجعين إلى الشوارع للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي. وقبل السقوط أمام الولاياتالمتحدة (2-3) في سان بيدرو سولا، كانت هندوراس حافظت على سجلها خالياً من الهزيمة على أرضها في 8 مباريات متتالية ضمن التصفيات المؤهلة إلى جنوب أفريقيا 2010. وكان خط دفاع هندوراس الأفضل في المرحلة النهائية ضمن التصفيات، والتي ضمت أفضل 6 منتخبات في اتحاد «الكونكاف» إذ لم تهتز شباكه سوى في 11 مناسبة وأنهى المخضرم كارلوس بافون التصفيات متربعاً على قمة هدافي منتخب بلاده برصيد 7 أهداف وقال بافون عقب تلقي خبر التأهل إلى جنوب أفريقيا: «لم يصدق أحد ما جرى، فقد شعرنا بإحباط كبير بعد انتهاء مباراتنا، لكننا شاهدنا صخباً كبيراً في المدرجات وأبلغونا أن الولاياتالمتحدة سجلت هدف التعادل في الأنفاس الأخيرة من عمر مباراتها أمام كوستاريكا، والآن نحن سعداء لبلوغنا نهائيات جنوب أفريقيا، ولن نخذل هذا الجمهور العريض الذي وضع فينا ثقته الكاملة». وظهرت هندوراس للمرة الأولى في كأس العالم في بطولة 1982 بإسبانيا وفاجأت الجميع بنجاحها في انتزاع التعادل أمام منتخب البلد المضيف (1-1) وأمام إيرلندا الشمالية بالنتيجة ذاتها، قبل السقوط بهدف يتيم على يد يوغوسلافيا، وهي نتيجة حتمت على أبناء المدرب خوسيه لاباز العودة إلى ديارهم بمجرد انتهاء منافسات الدور الأول، وسجل هدفي «الكاتراتشوس» في تلك النهائيات كل من هكتور زيلايا أمام إسبانيا وأنتونيو لاينغ في مرمى الإيرلندييين. ويأمل المنتخب الهندوراسي بقيادة مديره الفني الكولومبي رينالدو رويدا بالوصول للدور الثاني، بيد أن لاعبي ومسؤولي الفريق يدركون قوتهم المحدودة بالنسبة إلى منافسيهم في هذه البطولة من الناحية النظرية، ولكنهم يصرون على مواصلة العمل المنظم والمتواضع الذي كان وراء التأهل للنهائيات وتلعب هندوراس في مجموعة تضم إسبانيا المرشحة لإحراز اللقب وسويسرا القوية وتشيلي التي تمتلك مجموعة من المواهب. وعلى عكس ما كانت عليه حال هندوراس في كأس العالم 1982 يلعب عدد من نجومها حالياً في أوروبا مثل لاعبي إنتر ميلان الإيطالي ديفيد سوازو الذي أنهى فترة إعارة إلى فريق جنوى الإيطالي ولاعب توتنهام الإنكليزي ويلسون بالاسيوس ولاعبي ويغان الإنكليزي مايرون فيغيروا وهندري توماس، ويأمل رويدا بأن يساعد هؤلاء المحترفين في الأندية الأوروبية الكبيرة منتخب هندوراس على التألق في جنوب أفريقيا. معلومات: تأسس الاتحاد الهندوراسي: 1951. أفضل مركز في تصنيف «الفيفا»: ال 20 في أيلول (سبتمبر) 2002. أسوأ مركز في تصنيف «الفيفا»: ال 104 في تشرين الثاني (نوفمبر) 1971. أول مباراة دولية أمام غواتيمالا: 14 أيلول (سبتمبر) 1921 (1-10). أكبر فوز: على نيكاراغوا (13-صفر) في 13 آذار (مارس) 1946. أسوأ هزيمة: أمام غواتيملا (1-10) في 14 سبتمبر 1921. أكثر لاعب تمثيلاً للمنتخب: امادو غيفارا (133) مباراة. أفضل هداف في تاريخ المنتخب: كارلوس بافون (57) هدفاً. مجموعة هندوراس: إسبانيا - تشيلي - سويسرا