قال مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى ان الإدارة الأميركية ترى انه لم يعد بإمكانها الدفاع عن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة وتنوي الضغط لاعتماد مقاربة جديدة لضمان أمن إسرائيل في ظل السماح بدخول مواد إضافية إلى هذه المنطقة الفلسطينية الفقيرة. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المسؤولين قولهم ان الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" الذي كان يحاول كسر الحصار على القطاع وما نجم عنه من إدانة دولية خلق فرصة جديدة لزيادة التعامل مع السلطة الفلسطينية واعتماد سياسة أقل قسوة تجاه غزة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لا شك أننا بحاجة لمقاربة جديدة تجاه غزة". يشار إلى انه منذ الهجوم الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي على الأسطول الذي يقل مساعدات إنسانية إلى غزة ما تسبب بمقتل 9 ناشطين من جنسيات مختلفة، تعالت الدعوات لرفع الحصار عن القطاع، فيما قالت إسرائيل انه ضروري لحمايتها من تهريب إيران الأسلحة والمقاتلين إليه. وإذ أشارت إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الأربعاء بأنه في حال لم يكن هناك من حصار على غزة فسيتحول القطاع إلى "مرفأ إيراني"، لفتت إلى ان المسؤولين الأميركيين مقتنعون بان نتنياهو شخصياً فهم ان المقاربة الجديدة باتت ضرورية خصوصاً وان القوى العالمية تحررت من وهم الحصار وباتت ترى انه يسبب المعاناة لسكان غزة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين ان "غزة باتت رمزاً في العالم العربي لطريقة المعاملة الإسرائيلية للفلسطينيين ويجب أن نغير هذا الأمر، وأن نرفع الدافع لإرسال أساطيل بحرية، كما يفترض بالإسرائيليين أن يعوا ان (الحصار) ليس أمراً مستداماً". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قولهم ان مسألة عدم استدامة فرض الحصار طرحت من قبل ومثالاً على ذلك خلال اجتماع الرباعية في إيطاليا قبل سنة، لكن من الواضح ان وقوع قتلى في "أسطول الحرية" ترك طابعاً طارئاً على مسألة تغيير السياسة المتبعة. وضم أسطول الحرية ستة سفن من دول عدة، تحمل على متنها 750 متضامناً من أكثر من 32 دولة، بينها 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، وقتل خلال الهجوم الإسرائيلي 9 ناشطين 4 منهم من تركيا.