واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، حيث تصاعدت الانتهاكات والاعتداءات تجاه الصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية، وقد بلغت أكثر من 38 انتهاكاً إسرائيلياً، فيما قتلت قوات الاحتلال 23 مواطناً، واستولت على 4250 دونماً، خلال آذار (مارس) المنصرم. وتنوعت الاعتداءات الإسرائيلية بحق الإعلام خلال الشهر الماضي، فكان اقتحام شركة «ترانس ميديا» وإغلاق مكاتب قناة «فلسطين اليوم» واعتقال مديرها واثنين من العاملين فيها، إضافة إلى تهديد المراسلين فيها بالاعتقال. فيما تعرض عدد آخر من الصحافيين والمصورين للاعتداء المباشر والتهديد والضرب والاحتجاز خلال تغطيتهم أحداث انتفاضة القدس والمسيرات الأسبوعية ضد الاستيطان والجدار. واعتقلت قوات الاحتلال خلال الشهر الماضي 8 صحافيين، وهم: محرّر الأخبار في تلفزيون «الفجر الجديد» سامي الساعي، مدير مكتب «فلسطين اليوم» في الضفة الإعلامي فاروق عليات، المصور الصحافي محمد عمرو وفني البث شبيب شبيب، مُعدّ البرامج في فضائية «فلسطين اليوم» إبراهيم جرادات، مقدم برنامج «رغم قيدك أنت حر» في راديو «بيت لحم 2000» الإعلامي محمد حميدة زغلول، ومن كالة «الأناضول» التركية هشام أبو شقرة، والصحافي مصعب القفيشة من مدينة الخليل. وجاء التصعيد الإسرائيلي تجاه وسائل الإعلام الفلسطينية وما تبعه من إغلاق مقار قناة فلسطين اليوم واعتقال الصحافيين، بعد إقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتانياهو وخلال اجتماع المجلس الأمني المصغر، إغلاق مؤسسات إعلامية فلسطينية كواحدة من قرارات قمعية عدة اتخذتها ضد الفلسطينيين بغية وضع حد للعمليات الفدائية التي تستهدف الإسرائيليين، زاعمة أن وسائل الإعلام الفلسطينية تمارس «تحريضاً يُفضي لتنفيذ مثل هذه الهجمات». ويأتي هذا القرار والاعتداءات الإسرائيلية تجاه الصحافيين، امتداداً للاعتداءات المتواصلة التي تتعرض لها الحريات الإعلامية في فلسطين من الاحتلال، بخاصة منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والتي تخللها إغلاق ثلاث محطات إذاعة فلسطينية وتهديد عدد آخر بالإغلاق بزعم ممارستها «التحريض» عبر ما تبثه من أخبار وبرامج متعلقة بتغطية انتفاضة القدس. أما على صعيد الانتهاكات الداخلية، فتواصلت الانتهاكات والاستدعاء بحق الصحافيين حيث رصد التجمع الشبابي 4 انتهاكات بحق الصحافيين ووسائل الإعلام أبرزها اعتقال الأجهزة الأمنية في الضفة مصور وكالة «وطن» للأنباء محمد عوض، بعد استدعائه إلى مقر الأمن الوقائي في مدينة رام الله. إلى ذلك، أعلن «مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق» التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تقريره الشهري حول الانتهاكات الإسرائيلية، أن قوات الاحتلال قتلت 23 مواطناً واستولت على 4250 دونماً، خلال شهر آذار المنصرم. وأضاف المركز في تقريره، أن من بين الشهداء 5 أطفال وسيدتين، وأن 19 مواطناً من الشهداء أعدمتهم قوات الاحتلال على حواجزها العسكرية، وكان آخرهم الشهيد عبدالفتاح الشريف من الخليل الذي أطلق جنود الاحتلال النار على رأسه وهو مصاب وملقى على الأرض. وأشار إلى أن عدد الشهداء منذ اندلاع الهبة الشعبية مطلع تشرين أول المنصرم، ارتفع إلى 209 شهداء، بينهم 47 طفلاً، إضافة إلى شاب من قطاع غزة استشهد متأثراً بجروح أصيب بها في غارة إسرائيلية خلال عدوان عام 2006. وأوضح التقرير أن سلطات الاحتلال استولت على أكثر من 4250 دونماً من أراضي المواطنين خلال الشهر المنصرم، 2300 دونم منها جنوب مدينة أريحا قرب البحر الميت، حولتها إلى «أرض دولة»، كما استولى مستوطنون على نحو 750 دونماً تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في بلدة العوجا بمحافظة أريحا. وحذر المركز من استمرار المحاولات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدسالمحتلة ومحاصرتها، عبر تكثيف الاستيطان فيها واستكمال بناء الجدار حولها.