طوكيو – أ ب، رويترز، أ ف ب – قدّم رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما استقالته أمس، لتعزيز فرص حزبه في انتخابات مجلس الشيوخ المقررة في 11 تموز (يوليو) المقبل، بعد بلوغ شعبيته الحضيض بعد نكثه بوعده الانتخابي بنقل قاعدة عسكرية أميركية. وأعلن وزير المالية ناوتو كان الذي يُعتبر شخصية نظيفة، ترشّحه لخلافة هاتوياما، اذا تمكن من الفوز برئاسة الحزب الديموقراطي الياباني الحاكم غداً الجمعة. وهاتوياما رابع رئيس وزراء لا ينهي مدة ولايته، في أقل من أربع سنوات في اليابان. وكان هاتوياما حقق إنجازاً تاريخياً في الانتخابات الاشتراعية التي أُجريت في آب (أغسطس) 2009، بإنهائه نصف قرن من هيمنة المحافظين. وتعهد إحداث تغييرات كبرى وممارسة الشفافية وإقامة علاقة ندية مع الولاياتالمتحدة، في وقت تواجه البلاد ركوداً اقتصادياً ويشيخ شعبها. وبعدما بدأ فترة حكمه بشعبية تفوق 70 في المئة، أدى تراجعه عن وعده بنقل قاعدة «فوتينما» الأميركية من جزيرة أوكيناوا استجابة لمطالب سكانها، وتورط مساعدين له في فضائح فساد، الى تآكل شعبيته التي وصلت الى أدنى من نسبة 20 في المئة. وأدى تراجعه عن وعده إلى انفراط التحالف الحكومي الثلاثي لوسط اليسار، بين الحزب الديموقراطي الياباني وحزبين صغيرين، إذ انسحب الحزب الاشتراكي الديموقراطي المعارض من الحكومة، والتحق بالمعارضة. وأبلغ هاتوياما (63 سنة) نواب حزبه وعيناه دامعتان، انه سيستقيل مع الأمين العام للحزب ايتشيرو اوزاوا (67 سنة) الذي يُعدّ الرجل القوي في الحزب، وتناولته مرات عدة تحقيقات قضائية بسبب فضائح تمويلات سرية، من دون توجيه اتهامات إليه. وذكر هاتوياما سببين للاستقالة، هما الفشل في نقل القاعدة الجوية والفضائح المالية التي طاولت مقربين منه. والاثنين الماضي، وُجهت اتهامات الى اثنين من معاوني هاتوياما، بالحصول على تمويلات سرية لصندوق دعم حملته نهاية 2009، لكن القضاء خلص الى ان رئيس الوزراء ليس مطلعاً شخصياً على هذه التحويلات. وقال هاتوياما ان «الشعب لم يفهم جيداً عمل الحكومة وفقدنا اهتمامه»، مضيفاً: «من اجل إعادة الحيوية لحزبكم، نحتاج إلى عودة حزب ديموقراطي نظيف في شكل شامل ويمكن الشعب أن يثق به. من المهم إعطاء الانطباع بأن الحزب يتغيّر حقاً. أرغب بأن أطلب تعاونكم». واشار الى انه «حاول منذ انتخابات العام الماضي، تغيير السياسة بحيث يصبح الشعب الياباني هو الممثل الحقيقي»، مقراً بأنه لم ينجح «بسبب أخطائه». وشدد على ان «التعاون بين اليابانوالولاياتالمتحدة لا مناص منه من اجل السلام والامن في شرق آسيا، وكنت مضطراً، للأسف، أن اطلب من سكان اوكيناوا تحمل العبء». وعلى الحزب الديموقراطي أن يختار غداً رئيساً جديداً، سيخضع ترشحه لمنصب رئاسة الوزراء إلى تصويت في البرلمان. وأعلن وزير المالية ناوتو كان (63 سنة) ترشحه للمنصب، فيما ثمة مرشحون آخرون أبرزهم وزير الخارجية كاتسويا اوكادا (56 سنة) ووزير النقل سيجي مايهارا (48 سنة).