استقبل الأردن 126 متضامناً عربياً وأجنبياً من المشاركين في «أسطول الحرية»، بعدما أبعدتهم إسرائيل إلى الأراضي الأردنية فجر أمس. وعبر المبعدون جسر الملك حسين يرافقهم السفير الأردني في تل أبيب علي العايد، ليجدوا نحو 200 من الناشطين وقادة الأحزاب والنقابات وديبلوماسيين عرب وأجانب في انتظارهم. ورفع المستقبلون لافتات ترحب بالناشطين العائدين من الأسر، ورددوا هتافات تشيد بعملهم «البطولي» وتندد بالعدوان الاسرائيلي. وهتف أكبر الناشطين الأردني مصطفى نشوان (83 سنة): «سنعود سنعود سنعود». ونُقل الوفد الكويتي المكون من 18 شخصاً فور دخوله الأراضي الأردنية إلى مطار عمان حيث كانت طائرة أميرية كويتية خاصة في انتظارهم لتقلهم إلى بلادهم. وأكد العائدون أنهم نجحوا في مهمتهم الإنسانية بفتح ثغرة في طوق الحصار المفروض على غزة وكشف وحشية الاحتلال الاسرائيلي، وشرحوا ما تعرضوا له من سوء معاملة، واعتبروا أن ما جرى لهم في المياه الدولية «قرصنة غير مسبوقة وإرهاب دولة لا تحترم القوانين الدولية». وقال النائب الجزائري محمد ذويبي ل «الحياة»: «أصبت في عيني اليمنى نتيجة إطلاق الرصاص الحي علينا من دون سابق إنذار وقبل بدء عملية الإنزال العسكري»، فيما قالت المشاركة السورية شذا بركات إن «الهجوم الاسرائيلي كان أكثر مما توقعنا، ولم يتعاملوا إلا بوحشية على رغم أننا قافلة مدنية ولا نحمل سوى المساعدات الإنسانية وكان بيننا 200 امرأة». وقص الصحافي الأردني خضر المشايخ على الصحافيين كيفية إصابته بالرصاص المطاط ونجاته من الإصابة الجسيمة نتيجة وجود الكثير من الأوراق والأقلام في السترة التي كان يرتديها. وتحدث الناجون عن اللحظات الأولى لعملية الإنزال العسكري على ظهر السفينة التي سبقها إطلاق الرصاص الحي والمطاطي من الجو ومن القوارب الحربية الاسرائيلية التي أحاطت السفينة. وأقلت حافلات أردنية المتضامنين إلى عمان حيث جرى استقبالهم على حفلة إفطار في مجمع النقابات المهنية، ثم نقلوا بعدها إلى أحد الفنادق على نفقة الحكومة الأردنية للراحة استعداداً للعودة إلى بلدانهم. وبعد ساعات من الإقامة في عمان، بدأت الوفود في المغادرة.