ركزت مناقشات قادة العالم في اليوم الثاني والأخير لقمة الأمن النووي في واشنطن، على المخاوف من إمكان تنفيذ ارهابيي تنظيم «داعش» هجوماً باستخدام «قنبلة قذرة» تبث جسيمات مشعة، والتي أججتها أدلة وفرتها أشرطة فيديو التقطتها كاميرات قبل أسابيع لمراقبة التنظيم مسؤولاً نووياً بلجيكياً. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن العالم «حقق تقدماً في منع تنظيمات مثل داعش والقاعدة من امتلاك أسلحة نووية، لكن يجب بذل مزيد من الجهود، والعمل معاً لتصعيب حصول الإرهابيين على مواد نووية، وهو ما سنخفض خطره كثيراً مع بدء تنفيذ اتفاق الحماية المادية للمواد النووية الذي وقعته مئة دولة ودولتين». لكنه استدرك أن «آلاف الأطنان من المواد الانشطارية موجودة في مخزونات تحت إجراءات أمنية غير مشددة أحياناً، علماً أن مادة في حجم تفاحة قد تلحق دماراً يُغيّر شكل العالم». وعلى رغم إعلان البيت الأبيض أنه من غير المقرر عقد أوباما لقاءً ثنائياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب التوتر القائم في شأن مسألة حقوق الإنسان في تركيا، وتحديداً حرية الصحافة، والنزاع في سورية، التقى الرئيسان ليل الخميس، وناقشا كيفية تعزيز المساعي المشتركة لإضعاف «داعش» وتدميره، والتعاون في مجالات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والهجرة». وأكد أوباما مجدداً التزام الولاياتالمتحدة أمن تركيا والنضال المشترك ضد الإرهاب، مقدماً تعازيه إلى أردوغان باسم الشعب الأميركي في قتلى الهجوم الإرهابي الذي حصل في ديار بكر أول من أمس. إلى ذلك، اغتنم ممثلو الدول الست الكبرى التي وقعت الاتفاق النووي مع إيران منتصف العام الماضي، القمةَ لاستعراض الخطوات التي اتخذتها طهران لتطبيق الاتفاق، والتي وصفها أوباما بأنها «ناجحة حتى الآن، لكن عودة إيران للاندماج في الاقتصاد العالمي ستستغرق وقتاً بعد رفع جزء من العقوبات عنها»، مشدداً على ضرورة مواصلة الدول الست العمل لتنفيذ الاتفاق بالكامل. وكانت المخاوف من التجارب النووية والبالستية لكوريا الشمالية هيمنت على محادثات اليوم الأول من القمة الخميس. وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في ختام اجتماع ثلاثي طارئ مع الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هو ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، «الدفاع عن النفس ضد التهديد النووي الكوري الشمالي». كما بحث أوباما في مسألة كوريا الشمالية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي تعتبر بلاده حليفاً لنظام بيونغيانغ، لكنها أيدت العقوبات الدولية الأخيرة على هذا النظام. وأكد أوباما عزمه مع الرئيس شي على التوصل إلى نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، وتنفيذ عقوبات الأممالمتحدة بالكامل»، علماً أن واشنطن تريد أن تكثف بكين ضغوطها على حليفها، فيما رحب الرئيس الصيني ب «التنسيق والتعاون الفاعلين» مع الولاياتالمتحدة في شأن القضية النووية الكورية. في المقابل، صرح سو سي بيونغ، سفير كوريا الشمالية في مقر الأممالمتحدة بجنيف، بأن «بلاده ستواصل برنامجها النووي والصاروخي الباليستي»، في تحدٍّ للولايات المتحدة وحلفائها، مشيراً الى «حال شبه حرب» في شبه الجزيرة الكورية المقسمة. وندد سو بالمناورات العسكرية الضخمة المشتركة بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة، معتبراً أنها تهدف إلى «قطع رأس القيادة العليا لجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية» التي أطلقت صاروخاً إلى البحر قبالة ساحلها الشرقي أمس. على صعيد آخر، أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الصينية شو داتشي، أن بلاده ما زالت ملتزمة خطط إعادة تدوير الوقود النووي المستنفد، على رغم المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تخزين كميات أكبر من البلوتونيوم في آسيا. وقال: «نتفاوض مع شركة أريفا الفرنسية لبناء مفاعل لإعادة تدوير الوقود النووي المستنفد على المستوى التجاري، لكن الطريق ما زال طويلاً أمامنا لإنجاز المفاوضات تقنياً وتجارياً». وفي بيان مشترك، أعلنت واشنطن وطوكيو أنهما استكملتا إزالة كل اليورانيوم عالي التخصيب ووقود البلوتونيوم المفصول من موقع مشروع بحثي ياباني. وأشارا إلى أن العملية «تصب في هدفنا المشترك لتقليل مخزونات اليورانيوم عالي التخصيب ووقود البلوتونيوم المفصول حول العالم، ما يساعد في منع مجرمين وإرهابيين من حيازة هذه المواد».