يتّجه المخرج السوري فادي سليم، إلى عمل من الوزن الثقيل، بتحقق الشروط التي كان في انتظارها، على حد قوله، بعد أعماله السابقة التي يصفها ب «وجبات خفيفة بعد إفطار ثقيل للصائم في شهر رمضان». يواصل سليم حالياً تصوير مسلسل «دومينو»، عن نص كتبه بالشراكة مع غسان عقلة، وتنتجه شركة «فونيكس غروب» لموسم دراما رمضان المقبل. ومن أبرز ما تحقق لسليم فنيّاً وإنتاجياً، وجود مدير الإضاءة والتصوير يزن شربتجي إلى جانبه خلف «مونيتور» المخرج، وجمعه في البطولة الفنان بسام كوسا إلى جانب الفنّانين سلافة معمار وعبدالمنعم عمايري وصفاء سلطان ومحمد حداقي وضحى الدبس وآخرين. وينضم «دومينو» إلى فئة الأعمال المعاصرة المبنية على التشويق، والتي تعد من الإنتاجات القليلة في السنوات الأخيرة سوريّاً، إلى جانب العديد من حكايات الانتقام والخيانة والحب، وفق ما أعلن صنّاع العمل الممتد على مدى ثلاثين حلقة. وتدور أحداثه حول شخصية «نوح»، رجل الأعمال الفاسد والمرتبط تقليدياً بشبكة علاقات واسعة بأصحاب النفوذ من أهل السلطة والأمن، بتجسيد بسّام كوسا الذي يعود إلى ملعبه الأوسع في أدوار الشر المتصاعد، إذ لا يتوانى عن تلفيق التهم بتقارير آفكة (من أصحاب الخط الجميل كما هو معروف محلياً) وخديعة وقتل شركائه وحتى أهل بيته، والذهاب في غيّه أبعد كلما وقع تحت ضغوط إسقاط قناعه وفضحه، بخط يحمل إشارات حول دور الإعلام سلباً وإيجاباً في هذه التحديات. ويمر خط «نوح» بتحولات درامية مثيرة تتراوح بين التربع على القمة، وبين انقلاب السحر على الساحر وارتداد الشرّ عليه من لحمه ودمه. ومن أبرز سقطات «نوح»، وقوعه تحت سحر «شهد» من أداء صفاء سلطان، بملامح درامية جديدة عليها، وفق ما تؤكد ل «الحياة». تقول: «أقدم شخصية سيدة قوية، بعدما كنت أؤدي دور الضعيفة التي تبكي كل الوقت، إذ إني أتمتع بملامح صالحة للخير بسهولة، بينما علي العمل عليها لتمثيل الشر أو القوّة، فعملت كثيراً على تفاصيل المظهر والشعر واللباس والأكسسوار، لذا أعتبر دوري مجازفة وأنتظر حكم الجمهور حول وجودي في هذا المكان». وتكشف تفاصيل خطها: «تدخل شهد، الأرملة وسيدة المجتمع الراقية العائدة من غربتها في فرنسا، حياة نوح مثل الأخطبوط بسحرها وفتنها، مزوّدة بمفاجآت لا تنتهي، وهدفها تدمير حياته لأسبابها الخاصة المتعلّقة بالماضي البائس». وتشّدد في هذا السيّاق، على خيارها الدرامي في تجسيد «شهد» موضحةً: «لدي قناعة بأن سيدة المجتمع أو المرأة المتحررة، يمكنها خوض علاقة عبر الشاشة من دون أن تكون مبتذلة، لذا لن أذهب إلى التعري، أريد أن أثبت وجهة نظري!». ووسط كل هذا الكمّ من الشر والمكائد، يبرز حب يجمع بين «لارا» (سلافة معمار) و «نبيل» (عبدالمنعم عمايري). تكتشف «لارا» متأخرة تورّط زوجها «نوح» بسجن والدها فتقرر الانتقام، لكن على عكس «شهد»، تقرر الثأر بالابتعاد وفضحه بمستندات تثبت جرائمه، إلا أن حادثاً يدخلها في غيبوبة، يبعدها من هدفها ويضعها في قلب «نبيل» الطبيب المشرف على علاجها، فتختبر مشاعر لم تعرفها، في حين يحاول «نوح» الوصول إليها لحمايتها من شركائه الذين يسعون الى القبض عليها بشتى السبل، بينما يدفع هذا الحب المحفوف بالخطر، «نبيل» إلى مواجهة أخطر مع الزعيم المافيوي. يتميز نص «دومينو» بالمفاجآت المرتبطة بالأحداث وتحولات الشخصيات، فيشابه عنوانه، ليس فقط الصورة النمطية لتساقط أحجار اللعبة الشهيرة واحداً تلو الآخر، بل المجهول الذي يختاره اللاعب عند سحب قطعة جديدة عندما يحين دوره في الحركة. وعلى رأس هذه المفاجآت، دور الفنّان جرجس جبارة بشخصية «أبو الفدا» الطيب والخدوم والشجاع والوفي في الظاهر، بينما يكتشف المشاهد لاحقاً دوافعه الحقيقية. وأمّا المجهول الأساسي، فيكمن في النتيجة النهائية عند العرض، لتجربة سليم الأكبر والأهم في مسيرته العادية حتى الآن، والتي قد تعيده إلى «الوجبات الخفيفة» أو تأخذه إلى المستوى الأعلى فنيّاً.