أكدت نائب رئيس الاتحاد العالمي الأكاديمي للتزيين والمسؤولة عن حملة «سعودة صالونات التجميل» دلال البطي أن التجميل يعتبر من أهم الاستثمارات على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وأن حجم سوقه يتجاوز بليوني ريال في السعودية، باعتبارها أكبر سوق للتجميل في منطقة الشرق الأوسط وتضيف: «إن الإقبال زاد بشكل لافت في الآونة الأخيرة على التجميل، خصوصاً مع انتشار مراكز ومشاغل التجميل بشكل كبير في العاصمة الرياض وباقي مناطق السعودية». وتشير إلى أن واقع التجميل بالنسبة للمرأة السعودية كان ولا يزال يشكل لها أهمية كبيرة، ولكنها كانت تفضل بأن تخدم ولا تخدم وفي هذه الأيام أصبح هوساً بنسبة كبيرة لكثير من النساء السعوديات اللاتي اعتبرنها كهواية أو مهنة يمارسنها في كل وقت وفي أي مكان بثقة عالية وبأنامل مبدعة ومبتكرة ومنافسة لمثيلاتها في هذا المجال سواء في الصعيدين الداخلي أو الخارجي. وشددت البطي على ان مفهوم التجميل في السعودية تغير وزاد وعي السعوديات بأهمية دراسة ومعرفة كواليس هذا المجال والانخراط في العمل فيه لما يتيح لكل فتاة وسيدة سعودية توفير وظائف ومهنة جديدة تسهم بشكل أو بآخر في دفع عجلة التجميل وتخصص السعوديات فيها بحكم اهميتها، «على رغم كثرة عدد المراكز في السعودية التي قد تتجاوز 5000 مشغل في مختلف مناطق السعودية إلا أن لاهتمام المرأة والفتاة السعودية بجمالها ومظهرها كان سبباً في نجاح هذا المجال، إذ إن الجمال ليس له موسم معين أو وقت معين بل هو مطلوب بشكل دائم وفي جميع المناسبات، إذ لا تهتم المرأة في المجتمع السعودي بأن تقدم المبالغ المالية العالية التي تستفيد منها هذه المراكز وذلك في سبيل تحسين مظهرها وإظهار جمالها». وحول مبادرة البطي التطوعية لحملة «السعودة» قالت «بدأت كمبادرة مني لحاجتي الشخصية التي تماثل مثيلاتي من سيدات الأعمال في المجتمع السعودي ولها أكثر من عام تقريباً ومنذ ستة اشهر تشكلت كحملة قوية تضم طرفين مهمين هما طالبة العمالة وطالبة العمل». وتتمحور أهداف الحملة، بحسب قولها: «في تهيئة كوادر العمل المؤهلة لصاحبات مراكز التجميل، دعم نظام السعودة في الصالونات النسائية الصادر من وزارة العمل في المملكة العربية السعودية، وتوفير فرصة العمل المناسبة للخريجة براتب جيد ومقر عمل قريب من سكنها، وتنمية مقدرات الوطن الغالي في الحد من البطالة وعدم الاعتماد على الاستقدام من الخارج، وخلق روح التنافس الشريف والايجابي بين خبيرات التجميل السعوديات وغير السعوديات في المملكة، ونشر ثقافة الجمال والأناقة لدى المرأة السعودية لتكون في مقدم نساء العالم». وأكدت البطي ان الاتحاد العالمي الاكاديمي للتزيين له دور يتركز في تسليط الضوء عالمياً على خبيرات التجميل ليقدمهن للعالم، وذلك بما يقوم به من الدعم من إقامة المهرجانات العالمية والمحلية في دول الخليج، وما إلى ذلك لخلق جيل مهني مؤهل لجميع الأساليب. وحول تعاون المراكز مع حملة «السعودة» أوضحت البطي: «شارك معنا ما يزيد على 100 صالون نسائي في المملكة، إضافة إلى عدد كبير من الراغبات في العمل في هذا المجال، ولله الحمد تم عمل ورشة عمل تخدم هذا المجال ولاقت ترحيباً وأصداءً عالية من مجموعة كبيرة من مناطق المملكة». وأكدت البطي ان الحملة الخاصة بمراكز التجميل وكذلك حجم سوق التجميل ستفتح المجال امام تدريب السيدات من الحالات الخاصة «أيتام - أرامل - مطلقات» برسوم رمزية وقد تصل إلى التسجيل المجاني في بعض الحالات وكذلك توفير حقائب خاصة لهن ليتمكنوا من تطبيق الدروس بكل يسر وعدم تكلف، ولقد كرمتني وزارة العمل على هذه الحملة الوطنية لسعودة الصالونات النسائية التي شارك فيها أكثر من 300 مشغل نسائي في مختلف مناطق المملكة، وأبرز أهداف هذه الحملة كما ذكرت سابقاً هي تحويل جزء من الصالونات إلى ورش لتدريب المواطنات على رأس العمل في سبيل تأهيل كوادر خبيرة في مجال التجميل يمكن الاعتماد عليها والاستغناء تماماً عن الأيادي العاملة غير الوطنية، ولفتت البطي إلى ان هذه الحملة بدأت منذ اشهر وحققت خلال هذه الفترة الوجيزة نجاحات مشرفة سواء في ما يخص انضمام صاحبات المشاغل للحملة أو التحاق السيدات من مختلف الأعمار والتخصصات للعمل الجاد. وتابعت: «استنتجت خلال نشاطي الاستثماري معاناة صاحبات المشاغل في توفير الأيادي المخلصة والآمنة في العمل ومعاناتهن من خسائر استقدام الأيدي الأجنبية التي تصل أجرتها الشهرية لدى البعض إلى ما يتجاوز العشرة آلاف ريال وبعد نيلهن لخبرة سنوات يذهبن إلى بلادهن لتبدأ صاحبة المشغل في البحث من جديد إضافة إلى عدم صدقية بعضهن ممن يأتين طمعاً في العمل أياً كان، وبالتالي معظم خسائر تلك المشاريع بسبب الافتقار للأيدي العاملة المؤهلة، في حين لدينا سيدات سعوديات يملكن الموهبة والخبرة وبانتظار فرصة مناسبة للعمل والتأهيل حتى تصبح المرأة السعودية قادرة على أن تثبت جدارتها وتفوقها في كل المجالات الخاصة بها».