أكدت عضو مؤسسة ليان للثقافة الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز: «أن تنمية القدرات البدنية للفتاة مطلب صحي ونفسي واجتماعي، تدعمه البحوث الطبية والنفسية والاجتماعية، لما يترتب عليه من آثار إيجابية صحية تنعكس على جسم الإنسان وروحه» وأضافت: «تشير الكثير من الدراسات الاجتماعية إلى أن شغل وقت فراغ الشابات في الرياضة يمكن أن يحقق تصريف الطاقة التي يتمتع بها الفرد في هذه المرحلة العمرية في قنوات نافعة وصحية، ومن الناحية الاجتماعية والنفسية فممارسة الرياضة تعزز في الفتاة صفات إيجابية عدة كحب التعاون، والثقة بالنفس، وروح المنافسة الشريفة، وقبول الآخر والانضباط». وعن رياضة الفروسية تحديداً تقول: «هي رياضة عربية أصيلة، وهي رياضة الأجداد، وقد أمر الرسول الكريم بتعليمها لمزاياها، وتعتبر من أنبل الرياضات وأكثرها تحدياً، لأنه يتوجب فيها تناغم الفرس والفارس وإيجاد ألفة وتفاهم بين الإنسان والحيوان، إضافة إلى تعود ممارسها على الجلد والصبر والتركيز والعمل الدؤوب». يأتي هذا الحديث لعضو مؤسسة ليان للثقافة الأميرة عادلة، على هامش مشاركة مؤسسة «ليان للثقافة» الأساسي في فعاليات معرض «هدية من الصحراء» المقامة في لكسنغتون في ولاية كنتكي المشهورة بسباقات الخيل العالمية، ونظم المعرض «الاتحاد السعودي للفروسية» و«الفروسيّة السعودية» (صندوق الفروسية)، وقد بادرت جهات معنية عدة، أو لها اهتمامات بالفروسية إلى المشاركة في هذا الحدث المهم الذي يعكس أهمية الفروسية بالنسبة للمجتمع السعودي عامة والإرث الحضاري للخيول العربية في الإسلام بشكل خاص. وشاركت الأميرة عادلة في الإعداد لهذا الحدث كونها عضواً مؤسساً في «مؤسسة ليان للثقافة»، وكانت المؤسسة أصدرت بالتعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز كتاب «الفروسية»، الذي يجمع باقة غنية من أرقى الفنون الإسلامية القديمة التي تعنى بالفرس والفارس والمعروضة في أهم متاحف عالمية. تقول الأميرة عادلة عن مشاركة «مؤسسة ليان للثقافة»: «عمدت المؤسسة الخطاط العالمي أحمد مصطفى بعمل لوحة «فرس وفارس» مستخدماً أبيات شعر عربية تمثل الملك «عبدالعزيز» والفرس الذي وَحّدَ على صهوته المملكة، وبهذا كان آخر فارس في هذا القرن يستخدم الفرس في توحيد دولة، وتعرض حالياً هذه اللوحة في مكتبة «الملك عبدالعزيز العامة»، واستخدمت صورة اللوحة في افتتاحية كتاب «الفروسية»، كما حيكت جدارية لوحة «فرس وفارس» يدوياً بمساحة 35 متراً مربعاً للعرض في معرض كنتكي». وإلى جانب اللوحة «عمدت المؤسسة أيضاً الموسيقي سعيد الشرايبي بتأليف مقطوعات موسيقية شرقية مستوحاة من كتاب «الفروسية»، وقد رأى مؤسّس مؤسسة «ليان للثقافة» الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، بالتعاون مع مجموعة العمودي التجارية السعودية «ميدروك»، تعميد مصمّم الأزياء السعودي يحيى البشري، ومصممة المجوهرات السعودية هالة الشعيل، ليستوحيا من كتاب «الفروسية» قطعاً تعرض في الفعاليات من خلال عشاء سعودي يقام بهذه المناسبة، إضافة إلى تنظيم محاضرات عدة للباحثين المؤلفين لكتاب «الفروسية» للتعريف بأهمية القطع التي يحتوي عليها ودلالاتها». ومنحت مؤسسة «ليان للثقافة»، بحسب الأميرة عادلة، متحف «كنتكي» مجموعة من القطع التراثية والأثرية «تجسد حياة البادية لعرض دائم في مساحة تعكس تراث المملكة المتعلق بالفروسية والصحراء، إضافة إلى عرض تفاعلي جهزته «مؤسسة ليان للثقافة» يمثل أهم النقوش الصخرية للفرس والفارس في المناطق الأثرية في المملكة، الذي تم تصويره بتقنية GEGA-PAN الحديثة، وقام فريق من الباحثين المتخصصين في النقوش الصخرية من أميركا والهيئة العليا للسياحة بالإشراف على تنفيذه». وعن فترة التحضير تقول: «بدأنا التحضير منذ عام ونصف العام تقريباً، وكان العمل مع المصممين متواصلاً بإطلاعنا على تصميماتهم ومناقشتها ثم تنفيذها، واخترنا المصممان «هالة الشعيل» للمجوهرات و«يحيى البشري» للأزياء كونهما من الفنانين ذوي الخبرة وعلى درجة عالية من إتقان العمل، ولديهما نظرة تراثية عميقة وقدرات فنية إبداعية تواكب العصر الحديث في الوقت ذاته». وبحسب الأميرة عادلة فإن «مجموعة الفروسية» ستجول في الولاياتالمتحدة وستعرض في لندن عام 2012، وسيكون عرضها الدائم في المملكة في «متحف الفروسية». أما مجموعة الأزياء والمجوهرات فهي مملوكة لمؤسسة «ليان للثقافة»، أما الكتب وبعض الإكسسوارات التذكارية التي صممتها المصممة «هالة الشعيل» فهي مخصصة للبيع في المكان المقام به المعرض، وسيكون هناك صفحة إلكترونية في شبكة الانترنت للمعرض. وعن مستقبل رياضة الفروسية تقول: «هو واعد جداً بحسب مرئيات المتخصصين، وأنا غير متخصصة في هذا المجال، لكني اهتم بالجانب الثقافي منه». وعند سؤالها عما إذا كان هناك خطة لتعاون معرض «الفروسية» مع وزارة التربية والتعليم أو وزارة الثقافة والإعلام قالت: «حالياً لا، لكن ربما يكون هناك تعاون في المستقبل مع وزارة الثقافة والإعلام كونها الجهة المتخصصة في هذا الشأن». وعن همها في هذا النوع من الفعاليات تقول: «أود أن يستفيد محبو رياضة الفروسية من الأبعاد الثقافية لهذه الرياضة، إذ إنها أثرت في الكثير من الحضارات القديمة وكانت وسيلة أساسية للحياة من خلال التجارة، الحروب، الصيد، التنقل وغيرها، كما أنّ ربط رياضة الفروسية بأبعاد ثقافية وفنية يعكس التقدير الكبير والحب العميق الذي نكنّه كشعب لهذه الرياضة النبيلة».