وجّه مجلس الشورى السعودي انتقادات ساخنة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، في جلسة عقدها أخيراً وفتح فيها باب النقاش بين الأعضاء تعليقاً على تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في المجلس، وهي النقاشات التي انتقلت إلى ساحة الصحافة، مبرزةً تساؤلات بعض الأعضاء حول تخصيص 80 في المئة من موازنة «رعاية الشباب» لبند «التشغيل والصيانة»، فضلاً عن انتقادات حول كثرة الاستعانة بالمدربين واللاعبين والحكام الأجانب. وسرعان ما ردت «رعاية الشباب»، على غير عادتها في مرات ماضية، ببيان صحافي موسّع، استغربت فيه غياب المعلومة الصحيحة عن انتقادات أعضاء الشورى، ومؤكدة أن ما صُرف على «الصيانة والتشغيل» هو 437 مليون ريال بنسبة 37 في المئة من الموازنة فقط. واستغربت «رعاية الشباب» في بيانها الصحافي وصف الدوري السعودي ب «الممسوخ» استناداً إلى كثرة اللاعبين الأجانب، مبدية أسفها لهذا الوصف، ومستعينة برأي رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام في امتداح مستوى المنافسات المحلية، ومستشهدة على تفوقها بتنافس القنوات الرياضية العربية وشركات الدعاية والإعلان على حقوق الرعاية والنقل التلفزيوني للدوري السعودي. ولم تجد «رعاية الشباب» خيراً من ضرب المثل بالمنتخب الإنكليزي لترد به على الانتقادات في الاستعانة بالأجانب، مشيرة إلى أن الإنكليز، أصحاب التجربة الكروية العريقة، أوكلوا مهمة تدريب منتخب بلادهم إلى الإيطالي فابيو كابيلو. وعاد عضو الشورى عبدالرحمن العناد للرد من جديد (بعد البيان) ملتزماً رأيه السابق، مؤكداً أن هناك مباريات يصل فيها عدد اللاعبين «الأجانب» إلى 8 من أصل 20 في الملعب، فضلاً عن الحكام وأطقم المدربين والأجهزة العلاجية «الأجنبية»، مؤكداً أن في ذلك تشويهاً للكرة السعودية وإلغاء لفرص تطوير قدرات اللاعب والحكم والمدرب الوطني - على حد تعبيره - ومشيراً إلى أن أعلام الدول الأخرى بدأت في الظهور بين أيدي المشجعين في المدرجات. في حين تساءل عضو الشورى خليل البراهيم في تصريح إلى «الحياة» عن عدم تخصيص مبالغ كافية للرياضة والشباب في الموازنة، قائلاً: «هناك 16 صعوبة مالية أعاقت الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن القيام بمسؤولياتها تجاه الشباب بحسب تقريرها، والسؤال الذي أطرحه هو: إذا كانت الرئاسة نجحت في إقناع وزارة المال من أجل الحصول على مبلغ 896 مليون ريال تختص ببندين أحدهما التشغيل والصيانة، أليست قادرة على أن تُقنع وزارة المال أيضاً بتخصيص مبالغ إضافية لدعم برامج وأنشطة الشباب والرياضة؟». وعلى رغم أن «النقاش» كان مرشحاً للتصاعد والسخونة إلا أن إجازة مجلس الشورى الصيفية التي تقارب ال 45 يوماً ستقطعه، إذ علمت «الحياة» أن المجلس قرر إرجاء مناقشة تعليقات لجنة الشؤون الاجتماعية والرياضة والشباب حول مداخلات اعضائه إلى ما بعد الإجازة.