في وقت طبعت الدعوات إلى ضبط النفس وسياسات احتواء الضرر الرد الأميركي الرسمي على الاعتداء الإسرئيلي ضد قافلة «أسطول الحرية»، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين «استياءهم» من تصرف تل أبيب وتوقيت الحادث، وأبدوا قلقاً من تأثيره المحتمل في مصير المفاوضات غير المباشرة. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في بيان أصدره مساء أول من أمس، أن «الحادث يسلط الضوء على الحاجة السريعة إلى تحريك المفاوضات والوصول إلى السلام الشامل». وأضاف: «نتوقع من الحكومة الإسرائيلية القيام بتحقيق كامل وذات صدقية». وتعهد الاستمرار في «التواصل يومياً مع الحكومة الإسرائيلية لتوسيع نطاق ونوع البضائع المسموح بوصولها إلى غزة». وانتقد حركة «حماس»، قائلاً إن «تدخلها في شحنات المعونات الدولية وإقرارها العنف يعقدان الجهود في غزة». وأشار إلى أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت هاتفياً مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي قدم «بعض التفاصيل الأولية» عن الحادث. وعلى رغم تفادي الرد الأميركي العلني انتقاد اسرائيل علناً أو ابداء أي مخاوف تتعلق بمصير عملية السلام، فإن مسؤولين أميركيين عبروا لصحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر أمس، عن «استياء وخيبة أمل» من اسرائيل، «ليس فقط لقيامها بالغارة (على السفينة) بل أيضاً بسبب توقيت الأزمة وتقاطعها مع انطلاق المفاوضات غير المباشرة». ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله: «لا نعرف كيف ستتجه الأمور من هنا»، كما نقلت عن مستشارين للرئيس باراك أوباما أنه «أبدى استياء بالغاً بسبب الوضع الإنساني» في غزة. ولمحت إلى امكان سعي الإدارة الأميركية إلى «التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس يمكن من إنهاء الحصار على غزة». وعمت التظاهرات أمس المدن الأميركية من نيويورك إلى واشنطن وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو، حيث تجمع محتجون أمام القنصليات الاسرائيلية في تلك المدن، كما كان بارزاً انتقاد مجموعات يهودية بارزة ما حصل بينها منظمتا «جاي ستريت» و «سلام الآن». أما مجموعات اللوبي وبينها «مشروع إسرائيل» فأطلقت حملات دعائية على الشاشات الأميركية تؤكد تطلع تل أبيب إلى «السلام». ولم تعلن الخارجية الأميركية أي تغيير في جولة المبعوث جورج ميتشل إلى المنطقة التي سيبدأها غداً من رام الله.