تصريحات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شأن روسيا هي الأولي من نوعها في شأن روسيا، في العقود الثلاثة الماضية، إذا استثنينا خطب الإمام الخميني ورسالته المشهورة الى الرئيس غورباتشوف. وهذا يبعث علي السرور والرضا، لأن التصريحات تأتي في إطار العزة والحكمة ومصلحة السياسة الخارجية، وتحقيق المصالح الإيرانية. وعلي رغم تأخره، رحب الشعب الإيراني والمراقبون بالموقف، استناداً الي المثل الإيراني «السمكة تكون طرية متى أخرجتها من الماء»، وفي المجال الديبلوماسي يتحتم اصطياد الفرص من أجل تحقيق المصالح الوطنية. والشعب الإيراني تحمل كثيراً من الخسائر جراء علاقته بروسيا بسبب المثالية والتخلي عن التشخيص الدقيق للمصالح الثنائية المشتركة. وفي ظل الحرب الباردة، والمنافسة الاستراتيجية التي شهدتها العلاقات الأميركية - السوفياتية، كانت هناك اتفاقات سرية بين البلدين ضد المصالح الإيرانية. وفي الحرب التي فرضها النظام العراقي السابق علي إيران، كانوا مع النظام العراقي. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي لعبت روسيا الورقة الإيرانية طوال خمسة عشر عاماً في خدمة مصالحها. وكان واضحاً أن الكرملين لا يقف الي جانب شعبنا في كثير من القضايا. وماطلوا في قضية النظام القانوني لبحر قزوين. وتعللوا شتى العلل في إرجاء تدشين محطة بوشهر الذرية. وامتنعوا من بيع منظومة صواريخ اس 300. ولم يتعاونوا مع إيران في منطقة القوقاز وإلي حد كبير في منطقة آسيا الوسطي. وامتنعت روسيا من دعم المواقف الإيرانية في مجلس الأمن الدولي، ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وضاقوا بأنشطة التخصيب في منشأة نطنز (ناتنز)، وبالعمل في منشأة فردو القريبة من مدينة قم. ووقفوا الي جانب القرارات في حق إيران! وعلى رغم نفاد صبر إيران من السلوك الروسي غير المنطقي، علينا تصحيح الموقف الديبلوماسي من بقية الملفات بناء على مصالحنا الداخلية والخارجية. وعندما يقترب الروس من الدول الغربية، علينا إعادة النظر في علاقاتنا بالدول الغربية بما يخدم مصالحنا. فالسلوك الروسي يتأثر كثيراً بهذه العلاقات، ويصحح وجهته في ضوئها. * سفير إيران السابق في أذربيجان، عن «أرمان» التركية، 31/5/2010، إعداد محمد صالح صدقيان