رحَّب مقاولون سعوديون بالتوجه نحو إنشاء معاهد فنية للمقاولين لتدريب الشباب السعودي وصقل خبراتهم وتأهيلهم للعمل في قطاع المقاولات، مشيرين إلى أن إيجابيات إنشاء تلك المعاهد ستكون كثيرة وواضحة، ومنها إيجاد وظائف للشباب السعودي من غير حاملي المؤهلات العليا. وأكدوا ل«الحياة» أن التدريب ضروري ويعود بفوائد كبيرة، مشيرين إلى أن البنوك نجحت في تطبيق السعودة لأنها تدرب الشباب السعودي على جميع الأعمال البنكية. وكان محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص بحث مقترح إنشاء معهد فني للمقاولين بين غرفة الأحساء ومؤسسة التدريب خلال لقائه رجال الأعمال بقرية الشقيق في الأحساء. وتأتي فكرة المقترح بإنشاء معهد تخصصي بنظام الشراكة الاستراتيجية بين مقاولي الأحساء والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، إذ يقوم والمعهد بطرح برامج تخصصية لمهن فنية تخدم قطاعات المقاولات في فترات تدريب متفاوتة بناءً على متطلبات كل مهنة. واعتبر رئيس لجنة المقاولين في غرفة جدة سابقاً صاحب إحدى شركات المقاولات عبدالعزيز حنفي أن «عملية التأهيل عن طريق إنشاء معهد فني للمقاولين فكرة صائبة أتمنى تطبيقها على أرض الواقع، ونحن نفتقد عملية التأهيل، فالمهندس حال تخرجه لا بد من تأهيله للعمل في شركة مقاولات». وقال حنفي: «نحن نطالب بوجود معاهد فنية لتدريب الشباب السعودي، إذ إن إيجابياتها ستكون كثيرة وواضحة، منها مساعدة المقاولين في إيجاد وظائف للشباب السعودي من غير حاملي المؤهلات العليا». وأوضح أن البنوك نجحت في تطبيق السعودة «لأنها تدرب الشباب السعودي المتخرج في الجامعة على جميع الأعمال البنكية، فالتدريب ضروري ويعود بفائدة، ولا بد من الاهتمام به». وتابع: «حين ندرب الشاب السعودي الذي لم يجد وظيفة سنستغني عن كثير من العمالة الأجنبية، فالسعودي ينتظر الفرصة، ولكنه يحتاج إلى من يمد له يد العون». واتفق معه في الرأي، عضو لجنة المقاولين في غرفة جدة نزار جمجوم، إذ رأى أن إنشاء معهد فني للمقاولين أمر صائب ومفيد، «الصائب بها أننا نأخذ عمالة مدربة تعطينا إنتاجية جيدة، وتكون أجود بكثير من العمالة غير المدربة، إذ سيكون هناك توفير في الوقت والمجهود وحتى المال بالنسبة إلى المقاول حين تكون لديه عمالة مدربة». ورأى المقاول المعماري أحمد بلخي أن إنشاء تلك المعاهد له فائدة مهمة تتجلى في التنبيه إلى أخطاء «المهنة»، إذ إن مثل هذه المعاهد ستفيد المقاولين، لأن كثيراً ممن يعملون في قطاع المقاولات المعمارية حالياً ذوو مستوى متواضع، وأخطاؤهم كثيرة». أما عضو لجنة المقاولين سابقاً ماهر بندقجي، فرأى أن إيجاد معهد مهني للمقاولين فكرة جيدة وصائبة، «لكن هناك أولويات أهم من إنشاء معهد فني لهم، كوننا متعثرين الآن، وهناك أمور أهم من إنشاء المعاهد، إذ نرغب في إيجاد حلول مع مكتب العمل، وإنهاء مشكلة المناقصات، وحل أزمة تعثر المشاريع وتوقفها، والقضاء على ظاهرة العمالة السائبة». وتساءل: «متى تدمج المنشآت الصغيرة والمتوسطة؟». وشدَّد على أنه كان من المفترض الانتهاء من مسألة التأهيل منذ وقت طويل، وعلينا أن نقلل من العمالة الأجنبية حتى يدخل السعودي ميدان العمل، مشيراً إلى أن المباني بلا جودة، لأن البناء يتم على أسس تجارية، وغالبية البنايات السكنية المشيدة حالياً تجارية، ولا يمضي عام على بنائها حتى تبدأ عيوبها في الظهور.