طالب مدير إدارة الطوارئ في أمانة محافظة جدة المهندس خالد الزيني بتدخل شرطة محافظة جدة لإحضار مالك بناية البغدادية المنهارة بالقوة الجبرية، وإرغامه على التكفل بإزالتها تحت حراسة أمنية تضمن تفادي خطورتها القائمة على أرواح البشر. وقال المهندس زيني في حديث إلى «الحياة»: «إن وضع البناية المنهارة كما هو منذ سقوطها على من فيها يوم الجمعة الماضي، ولم تتمكن لجنة المباني الآيلة للسقوط من إدخال أي معدة إلى موقعها لهدمها، كونها تقع في منطقة ضيقة جداً وتحيطها أزقة صغيرة لا يتجاوز عرضها مترين على أكثر تقدير. وفي وقت أكد زيني ضرورة إخلاء مربع المنازل الذي يحيط بالمنزل المنهار من السكان بالكامل، كخطوة احترازية تمهيداً لإزالة المنزل، أكد أيضاً الحاجة الملحة إلى إزالة ذلك المربع بالكامل في الوقت نفسه، نظراً إلى أن وضع البنايات فيه مشابه لوضع البناية المنهارة وكلها من دون تراخيص ومبينة على أسس واهية بمواد غير مطابقة للمواصفات الهندسية المعتمدة. وأضاف أن مالك البناية لم يستجب لأي أحد وتجاهل نداءات الأمانة والدفاع المدني، داعياً إلى تحميله مسؤولية الضحايا لأنه المتسبب الرئيس في ما حدث، نظراً إلى تأجيره منزلاً يعلم مسبقاً من الجهة المختصة أنه غير صالح للسكن وآيل للسقوط. واعتبر زيني تحرك الدفاع المدني في التعاطي مع تداعيات الوضع ضعيفاً ولا يرقى إلى حجم المشكلة، على رغم إقراره بتوليها دورها في إخلاء الضحايا والمنازل المجاورة والتحقق من فصل التيار الكهربائي عن المنازل ضماناً لعدم عودة السكان إليها مرة أخرى حتى انتهاء الوضع الخطر عنها. وكان زيني أعلن لوسائل الإعلام أنه ستتم مخاطبة إدارة الكهرباء في منطقة مكةالمكرمة لقطع التيار الكهربائي عما يقرب من ستة آلاف مبنى قريباً، وذلك بعد استكمال وضع ملصقات على عدد منها بالترميم أو الإزالة. كما أوضح أن العمارة المنهارة تعد من المباني الآيلة للسقوط وغير الصالحة للسكن والتي تم رصدها من قبل، وبناء عليه تم وضع ملصقات لأكثر من ثلاثة آلاف موقع من مجموع ثمانية آلاف موقع بضرورة مراجعة الجهة الرسمية في الأمانة، مشيراً إلى أنه يتم في الوقت الحالي إشعار أكثر من ألف موقع تمت ترسية عقد إصدار تقارير فنية لها بضرورة إخلائها من السكان حفاظاً على أرواح المواطنين والمترددين على المنطقة وإصدار خطابات فصل عدادات الكهرباء لهذه المواقع. وقال تعليقاً على هذه التصريحات: «إنها سببت له مشكلات إدارية مع الأمانة ولا تزال، ومُنع بسببها رسمياً من التصريح في الفترة الماضية كلها، حتى جاء انهيار البغدادية ليدفعه للخروج وتكرار التحذير من خطر المباني الآيلة للسقوط على سكان جدة» من جانبه، شدد الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد ل«الحياة» على عدم تلقي الشرطة أي طلب من الأمانة أو أي جهة أخرى لتوفير الحماية للمنزل المنهار أخيراً من السكن أو لحماية المجاورين للمبنى من مخاطر حدوث أي انهيارات أخرى، مؤكداً أن «شرطة جدة» والدوريات الأمنية تشارك بفعالية خلال الحوادث المشابهة في فرض طوق أمني لمنع وحماية المتجمهرين من الاقتراب من موقع الحادثة وتوفير المساندة لتسهيل وصول آليات وفرق الدفاع المدني والإسعاف والجهات الأخرى ذات الاختصاص للمواقع، إلا أن حوادث الانهيارات تعد من مهمات الدفاع المدني الذي يتسلم الموقع منذ بدء الحدث وحتى إزالة الخطر وتسليمه للأمانة.